29.7 مليون حالة ولادة قيصرية حول العالم في 2015

عدن الخبر/وكالات 

كان اللجوء إلى الولادة القيصرية في الماضي يقتصر على حالات تعثر الولادة و عسر المخاض، إلا أنها باتت اليوم إجراء شائعا جداً، إلى الحد الذي يثير قلق الجهات الصحية.

وارتفعت خلال السنوات الأخيرة نسبة اللجوء إلى الولادة القيصرية حول العالم بمقدار الضعف تقريباً، فزادت من 16 مليون حالة عام 2000 إلى 29.7 مليون في عام 2015، حسب دورية ”لانسيت“ الطبية.

وقالت دراسة حديثة أن هناك اعتماد أكثر من اللازم على الجراحة القيصرية في أكثر من نصف دول العالم، حيث حللت الدراسة بيانات من 169 دولة مستخدمة إحصائيات حديثة أُعدت في عام 2015.

ويعتمد الأطباء في بعض الدول على الجراحة القيصرية لأكثر من نصف حالات الولادة، كما هو الحال في جمهورية الدومينيكان والتي تحتل المركز الأول في العالم من حيث عدد الولادات القيصرية بنسبة 58% من إجمالي حالات الولادة.

وعلى الرغم من اتباع بعض الدول إجراءات خاصة للحد من الاعتماء على الجراحة القيصرية إلا أن نسبتها في دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي عام 2015 ازدادت بواقع عشرة أمثال الأرقام المسجلة في الإحصاءات السابقة، حيث ارتفعت بنسبة 44% مقارنة بمنطقة وسط أفريقيا التي شهدت استخدام هذا الأسلوب الجراحي بنسبة 4%، والتي لا تتوفر فيها إمكانات إجراء الجراحة القيصرية حتى عند وجود الحاجة لها.

تتنوع أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية عوضا عن الطبيعية وتختلف ما بين بلد وآخر، إلا أنها تعود غالباً لأسباب تتعلق بعجز في عدد الممرضات المسؤولات عن متابعة حالة المرأة الحامل وغياب المهارات الطبية والثقة اللازمة لإجراء عمليات الولادة الطبيعية.

كما يرجع بعض المختصين الاعتماد على الولادة القيصرية لأسباب تتعلق بأنظمة الرعاية الصحية المتبعة في بعض الدول، حيث تقول جين سوندول، أستاذة العلوم الاجتماعية وصحة المرأة في جامعة كينغز كوليدج لندن وأحد المشاركين في إعداد هذه الدراسة، لـ بي بي سي :  ”في البرازيل، على سبيل المثال، يفتقر نظام الرعاية الصحية الحكومي إلى الجودة. لذا يُعرض هذا الإجراء على النساء غير القادرات، اللاتي لا يستطعن تحمل نفقة تلقي الخدمة في المستشفيات الخاصة، في المستشفيات الحكومية حتى تتم عملية الولادة بسرعة لإفساح المجال أمام أكبر عدد من الحالات التي تتلقى الخدمات من نظام الرعاية الصحية .

ويوصي الأطباء والمعنيين في المجال الصحي على اختيار الولادة القيصرية فقط عند الحاجة لها، لما لها من أضرار قد تكون قصيرة الأجل أو طويلة الأجل.

وتقول سوندول: ”عملية التعافي من آثار الولادة القيصرية تتسم بالتعقيد بالنسبة للأم، وتؤدي إلى تشوهات في الرحم، وهو ما يرتبط بالنزيف، والنمو غير الطبيعي للمشيمة، والحمل خارج الرحم، وموت الجنين، والولادة المبكرة، وذلك في مرات الحمل التالية للولادة القيصرية“.

وأضافت أن هناك أدلة ظهرت في الفترة الأخيرة على أن هناك مخاطر صحية تتعلق بالهرمونات، والحالة البدنية، والبكتيريا، والإجراءات الطبية المتبعة التي قد تنتج عن الولادة القيصرية، والتي قد تقلب الحالة الصحية للأم والجنين رأسا على عقب“.

ويوصي الأطباء بتوفير نظم صحية تؤمن طواقم طبية تعمل على تقييم حالات النساء الحوامل بأفضل السبل وتحديد حاجتهم الفعلية للولادة القيصرية من عدمها.

ويشدد المختصون كذلك على ضرورة توفير استشارات مهنية مبنية على المعرفة للنساء الحوامل حتى يستطعن اتخاذ القرار المناسب.

قد يعجبك ايضا