أبي… رمز الفن والصحافة والنضال
عدن الخبر
مقالات
صحيفة)((عدن الخبر)) كتب: بسمة نصر :
> “الأب هو الجذر الذي يمنحنا القوة، واليد التي تعلمنا أن نمضي نحو الحياة بعزم لا يلين، والقلب الذي يزرع فينا الشجاعة والفخر”.
منذ طفولته، كان واضحا أن حياته لن تكون عادية، وأن أثره سيمتد إلى كل مجال يمس الفن، الصحافة، والنضال الوطني.
لم يكن مجرد والد، بل كان “مدرسة ملهمة” ومرجعا للقيم والشجاعة، علمنا الشجاعة، الاستقلالية، والاعتزاز بالوطن، ونحن اليوم نحمل إرثه من عزيمة وفكر والتزام بالقيم، تماما كما غرسته فينا كل حياتك.
`أبي`، نحن البذرة التي زرعتها بعناية، بسهرك وعطائك، بخوفك وحنانك. كبرنا على محبتك وعزيمتك، وها أنا اليوم شجرة وارفة الظلال، متينة الجذور، ممتدة الفروع، مثمرة بما غرسته فينا من حب وقيم.
أدعو الله أن يمد في عمرك، لتظل تحت ظل هذه الشجرة، لتستمتع بما صنعت، وتجد راحة قلبك معنا دائما.
هو نصر صالح صالح بن جوهر المفلحي، من مواليد عدن، الشيخ عثمان.
في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني لعدن وجنوب اليمن، كان عضوا فاعلا في جبهة التحرير الشعبية خلال حرب تحرير جنوب اليمن (1966 – 1967).
لاحقا تطوع للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962 ضمن سلاح الصاعقة سرية رقم 13 بقيادة الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب.
وفي عام 1990، خلال المؤتمر الأول لحزب جبهة التحرير في عدن، انتخب عضوا في الأمانة العامة وأمينا للمكتب الإعلامي، مواصلا خدمة وطنه من خلال السياسة والإعلام.
بدأ `أبي` مسيرته الصحفية من الجانب الفني، كخطاط ورسام، مع صحيفة الأيام أواخر 1968، حيث صمم الشهادات المدرسية والإعلانات.
ثم انتقل للعمل مع صحيفة 14 أكتوبر عند تأسيسها عام 1969 بعد استحواذ الدولة على مطبعة دار الأيام.
وفي عام 1981، شارك في تأسيس صحيفة الأمل في صنعاء، كأول صحيفة يمنية معارضة توزع على الشطرين، وتدرج في المناصب حتى أصبح سكرتير تحرير أول عام 1986، ليصبح أول شخص غير منتسب للحزب الاشتراكي يتولى هذا المركز.
`نال وسام 30 نوفمبر من الدرجة الثانية عام 1997، وشهادة شكر وعرفان عام 2009 لدوره الريادي في الإعلام والفن والصحافة`.
كان فنانا بالفطرة، بدأ كمدرس وخطاط ورسام، وترك بصمة في تعليم الأجيال.
صمم أول أربعة طوابع بريدية للجمهورية اليمنية الجنوبية الشعبية بعد الاستقلال 1968، وعمل مصمم ديكور وخطاط ورسام في تلفزيون عدن بين 1974 و1976، وساهم برسوماته في المعارض الزراعية السنوية 1969 – 1977.
كما شارك في معرض تشكيلي دولي لدعم القضية الفلسطينية في بيروت عام 1978 برعاية منظمة التحرير الفلسطينية.
واستمر في نشر الفن والخبرة عبر موقع “صوت عدن” الذي تترأسها القديرة والاستاذة ضياء سروري حتى اليوم.
لم يكن مجرد والد، بل قدوة ومصدر إلهام.
علمنا أن نكون مستقلين وشجعان، وأن نعتز بوطننا وبقيمنا.
ونحن اليوم نحمل إرثه من عزيمة وفكر والتزام بالقيم، تماما كما غرسته فينا طوال حياتك.
`مهما كتبت او تحدث لن اوفيك حقك ولا يسعني الا ان اقول كل عام وانت بخير وكل عام وانت ابا شامخا بيننا فنانا عظيما صحفيا مبدعا مناضلا جسورا`
Nasr Saleh
