أعلان 300×250

تقرير صحفي عن نشأة وتأسيس : الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب.. نضال مستمر من أجل حقوق العمال واستعادة الهوية النقابية الجنوبية المستقلة واستعادة الدولة الجنوبية.

عدن الخبر

اخبار محلية

صحيفة ((عدن الخبر)) عدن – خاص :

منذ تأسيسه في العام 2012 على يد المحامي والنقابي الجنوبي أرسلان السقاف وعدد من رفاقه من نشطاء الحركة العمالية، برز الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب كإطار نضالي جديد يسعى إلى استعادة الكيان النقابي الجنوبي المستقل الذي تم تهميشه منذ حرب صيف 1994، وليكون صوتًا حرًا يعبر عن تطلعات العمال الجنوبيين ويدافع عن حقوقهم في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية المتفاقمة.

البدايات: نضال من رحم المعاناة

انطلق الاتحاد في ظروف بالغة الصعوبة، وسط واقع سياسي متوتر وهيمنة القوى المركزية بصنعاء التي سعت إلى تهميش المؤسسات الجنوبية بعد حرب 94. وقد شكل تأسيس الاتحاد خطوة جريئة لاستعادة الدور التاريخي للنقابات في الجنوب التي كانت في طليعة النضال العمالي والاجتماعي خلال العقود السابقة.

المحامي أرسلان السقاف، أحد أبرز المؤسسين، كان دائم التأكيد على أن “العمل النقابي الجنوبي لا يمكن أن يكون تابعًا لأي سلطة سياسية بل كان جنوبيا مستقلا بامتياز ، بل يجب أن يكون معبرًا عن صوت العمال وحقوقهم وكرامتهم”. وقد دفع السقاف ورفاقه ثمنًا باهظًا لهذا الموقف، إذ تعرضوا للمضايقات والتهديدات، بل ومحاولات الإقصاء والتهميش من بعض الجهات المتنفذة .

أبرز الفعاليات والمواقف

منذ نشأته، تبنى الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب سلسلة من الفعاليات والأنشطة، منها:
1. تنظيم الاحتجاجات العمالية: شارك الاتحاد في تنظيم عشرات الوقفات الاحتجاجية أمام مؤسسات الدولة والشركات بالعاصمة عدن مطالبًا بتسويات وظيفية ورواتب عادلة، خاصة للعمال الذين حرموا من حقوقهم بسبب خلفياتهم الجغرافية أو السياسية.
2. مواجهة الخصخصة والفساد: لعب الاتحاد دورًا رقابيًا مهمًا في التصدي لمحاولات خصخصة بعض المؤسسات العامة التي كان ينفذها نظام صنعاء لنهب موارد الجنوب، معتبرًا ذلك تهديدًا لمصالح العمال. وقد كشف في عدة بيانات عن قضايا فساد وعبث إداري.
3. إحياء العمل النقابي المستقل: أعاد الاتحاد إحياء روح العمل النقابي الجنوبي التي تميزت بالمهنية والاستقلالية في الحقبة منذ تأسيسه ورفض الانخراط في الأطر النقابية التي يهيمن عليها نفوذ سياسي أو حزبي مرتبط بنظام صنعاء
4. التضامن الإقليمي والدولي: حرص الاتحاد على بناء علاقات تضامن مع منظمات عمالية ونقابية عربية ودولية، وأرسل تقارير دورية إلى هيئات حقوق الإنسان توثق انتهاكات حقوق العمال في الجنوب.
5. الدفاع عن المسرّحين قسرًا: كان الاتحاد من أوائل الجهات التي دافعت عن قضايا المسرّحين قسرًا من وظائفهم بعد حرب 1994، على الجنوب وقدّم مرافعات قانونية في المحاكم واللجان المختصة لاستعادة حقوقهم.

تحديات ومعوقات

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود أمام الاتحاد، فقد واجه عدة صعوبات، أبرزها:
• الاستقطاب السياسي الذي حاول أن يجر الاتحاد إلى مربع الصراعات الحزبية.
• غياب الدعم المالي وضعف الإمكانيات، ما أثر على قدرة الاتحاد في تنفيذ برامجه الواسعة.
• التهديدات الأمنية التي طالت بعض قادة الاتحاد نتيجة مواقفهم الجريئة في مواجهة الفساد والتهميش

رؤية مستقبلية: نحو اتحاد أقوى

يؤكد قادة الاتحاد، وفي مقدمتهم المحامي أرسلان السقاف، أن المرحلة القادمة تتطلب مزيدًا من التنظيم القاعدي داخل النقابات القطاعية، وبناء قدرات الكادر النقابي، وتوسيع دائرة التأثير المجتمعي للاتحاد من خلال التحالف مع منظمات المجتمع المدني المدافعة عن العدالة الاجتماعية.

كما يدعو الاتحاد إلى إصدار قانون جديد للعمل والنقابات في الجنوب، يضمن استقلالية العمل النقابي، ويوفر الحماية القانونية للنقابيين

خاتمة

يُعد الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب تجربة نقابية فريدة في واقع صعب، وقد أثبت خلال أكثر من عقد من الزمن التزامه الثابت بمبادئ الدفاع عن حقوق العمال، واستقلالية القرار النقابي، واستعادة الدور التاريخي للحركة العمالية الجنوبية. وبالرغم من التحديات، فإن نضال هذا الاتحاد يستمر، مستندًا إلى إرادة صلبة، وتجربة نضالية تراكمية، وشعار لا يتغير: الكرامة للعمال.. والاستقلال للنقابات.

قد يعجبك ايضا