أعلان 300×250

رحم الله سالمين والحمدي… كانوا آخر رجال الدولة في اليمن

عدن الخبر

مقالات

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب جلال باشافعي :

في هذا البلد المنكوب، لا توجد لدينا دولة حقيقية… فقط أطلال وطن يتهاوى، وأشباه رجال يتصدرون المشهد، وهم أبعد ما يكونوا عن معنى “رجل الدولة”. مشكلتنا الكبرى أننا لم نعد نعرف شكل الدولة، ولا معنى القيادة، ولا مَن يستحق أن يُحمّل أمانة وطن وشعب.

سالمين والحمدي… اسمان ارتبطا بالصدق، بالنزاهة، بالعدالة الاجتماعية، برؤية حقيقية لبناء وطن. لم يبحثا عن مجد شخصي، ولا عن حسابات خارجية. عاشا بسيطين، وماتا مخلصين. وها نحن اليوم نترحم عليهما في زمنٍ أصبح فيه الوطن يُباع في المزادات السياسية، ويُقايض في دهاليز الفنادق.

أين هم “رجال الدولة” اليوم؟
في فنادق القاهرة، إسطنبول، الرياض، أبوظبي… يعيشون في رفاهية، ويتحدثون باسم شعب لا يجد قوت يومه. يتحدثون عن السيادة وهم يركضون خلف وصاية الخارج، يتشدقون بالوطن وهم لم تطأ أقدامهم ترابه منذ سنين. تركوا الجنوب يحترق، والشمال ينهار، والمواطن يتضور جوعًا، دون ماء، دون كهرباء، دون كرامة!

نحن لا نحكم من رجال دولة… بل من تجار أزمات
كل واحد منهم يبحث عن منصب، عن صفقة، عن تسوية، عن صورة مع سفير أو ابتسامة مع مسؤول أجنبي. لا مشروع وطني، ولا خطة إنقاذ، ولا حتى إحساس بالمسؤولية.

البلد لم تعد تحتاج إلى حلول ترقيعية… بل إلى ثورة على هذا العبث.
نحن نحتاج إلى رجال حقيقيين، يضعون اليمن قبل مصالحهم، ويعرفون أن الدولة ليست مجرد مبانٍ ومؤسسات… بل شعور بالمسؤولية، وقدرة على اتخاذ القرار، وموقف واضح من الظلم والفساد.

رحم الله سالمين والحمدي… كانوا رجالًا في زمنٍ لم يكن فيه الكثير من الرجال.
أما اليوم، فلا نجد سوى الثرثرة والوجوه المتلونة، ولا عزاء لوطنٍ صار رهينة بين أيدي من لا يرحم.

جلال باشافعي
ناشط نقابي وسياسي جنوبي

قد يعجبك ايضا