مع بزوغ الفجر كنت من بين المسعفين لمخيم النازحين
عدن الخبر
كتابات حرة
صحيفة ((عدن الخبر)) كتبه احمد السيد عيدروس
كل الاشياء في حياتها آحاد .
ومع بزوغ الفجر كنت من بين المسعفين لمخيم النازحين الذي قصفته الطائرات وكنت ابحث عن سبأ بعد أن إحترق عشها بعد يومه الأول فقد وصلت سبأ بالأمس للمخيم ،
ذالك العش الذي بنته سبأ عوداً عوداً ليحميها هي و اخيها الصغير من صقيع آذار لم تصممه للنجاة من القصف …..
وكأنه لم يكتب لهذا العش أن يعيش يوماً ثان … كل الاشياء في حياتها آحاد…..
كانت بقايا ظفيرتها المعقودة تحترق على وسادة حجرية لا تزال بقايا دموعها ودماءها على تلك الحجر الصغير التي وضعتها تحت رأسها كوسادة …. لقد بكيت بحرقة و تسمرت في مكاني ،
و تمنيت أن تظهر سبأ من بين الركام لأخبرها أن رحيلها لم يكن منصفاً ….
ومع اني كنت اتفحص وجوه الناجين أملاً بنجاتها …..
إلا أني كنت خائف من تلك الحظة… حين أجدها مفزوعة تنظر إليَّ و تسألني عن أخيها ….
ذالك الشعور يمزق داخلك فلا أمل لها سوى الموت لتلتقي بأخيها ….
ماذا سأخبرها ..
لقد هُدم آخر سور يحمي حياتها و أحلامها بالنجاة (أخيها الصغير )
أجزم أنها لن تبكي حين تقف على جثة أخيها كيف تبكي و قد جفت دموعها طوال رحلة النزوح المخيفة …
ومع أني لم أرها قط سعيدة ولم أرى إبتسامتها مطلقاً إلا أنها حين كانت تقف في طابور النازحين حزينة كانت جميلة جداً …. كم أتمنى أن تعود لاخبرها أنها ملآك …
سبأ كانت الجميلة الحزينة
لم أعلم أن الحزن هو أحد مساحيق التجميل للنازحين إلا ذالك اليوم .
وداعاً سبأ ……….
