أعلان 300×250

القاضي أنيس جمعان يكتب أجمل ما قرأت لكم.. أحسنُ إحسانك إلى والديك حين لا يحسنون..

عدن الخبر

منوعات

صحيفة ((عدن الخبر)) من صفحة سلـسلـة أنت تسـأل ونـحـن نـجـيـب للقاضي أنيس صالح جمعان :

كثيراً ما أذهب لتعزية صديق في والده أو والدته في دار المتوفي نفسه فأستغرب من رؤية حال البيت !!

فالدهان قديم جداً والفرش عتيق وقد تجد بعض زجاج النوافذ مكسور وبلاط الأرضيات بحالة سيئة رغم أَنْ البيت قد يكون في أحد أحياء المدينة الراقية.

والعائلة غنية ولكن كبر الوالدين بالسن وبُعد الأولاد عنهم.. وعدم أهتمامهم بهم يفعل بهم العجائب !!

قرأت مداخلة رائعة في هذا الموضوع وأنقلها ليقرأها الأبناء والأصدقاء.

ماذا نقدم للوالدين؟

قال أحد الكتاب عندما يوسِّع اللَّه عليك؛ اشتر لوالدتك فرشة حديثة جميلة تريّح جنبها الكريم عليها، وأصلِح لها الحمَّام والمطبخ وحدِّثهما.. وممكن تدهن لها الشقة أيضاً، وتعهَّد ملابسها البيتية والخارجية وحذاءها الشريف، راقب بطانيتها سجادتها، وصلِّح خزانتها وسريرها وجهازها، ولوبسط لك ربنا في رزقك أكثر؛ أجبر خاطرك بخاطرها في شيء من ذهب.

واتحف والدك الجليل بنظارة جديدة، وكل فترة اشتري له أشياء يحبها، وركّز على الأمور التي يحبها أكثر، والأمور التي قد يخجل من أَنْ يطلبها، وراقب حتى غياراته وجراباته العزيزة، وعطره المفضل، أما دواؤُه فأولى من الماء الذي تشرب.*

اياك أن تتصور أنهم شبعوا من الحياة وأكلوا كل شيء، وشربوا كل شيء، وإنك أولى بالحياة منهم..

هم أولى بكل جميل وجديد في الحياة، أصلاً هم الحياة، وإذا أردت أَنْ تتأكد فاسأل الذين فقدوهم.

وإذا خاصمت واحداً من اخوتك صالحه وراضيه من أجل خاطرهم؛ وطمئنهم على محبتكم لبعض وخوفكم على بعض قبل الرحيل.

غسَّلتُ الجمعة الماضية والدَ صديقٍ لي رحمه اللَّه.. ورأيت أبناءه يقبِّلون قدميه ويمسحون بها وجوههم، فقلت في نفسي: ما احسن هذا .. لكنْ أحسن منه لو كان في حياة الوالدين.

صدِّقني: والداك أولى من احببتَ وبررتَ ووصلتَ من العالمين لا تعطهما نُخالة نفسك وقلبك وجهدك ووقتك، بل أنفق عليهما من أنفس مالك.

لم يزل يبكي أحد الأصدقاء بكاءً مريراً، يقول لي:
خرج أبي من الدنيا ولم يشبع من أكلة كان يحبها جدّاً وماكان يطلبها، وأنا لم أكن بخيلاً عليه أبداً، لكنني كنت مشغولاً عنه بشؤوني الحياتية.

وحدَّث احدُهم أنه دخل على أمهِ في ليلةٍ باردةٍ، فقالت له وهي نائمةٌ: الحمد للَّه أنك أتيت يابني؛ أنا بردانة من أول نومي وليس لي قوة تعينني على شدِ الغطاء على جسمي؛ فبكى بكاءً شديداً حينها.

نصيحة: هي أغلى نصيحة لي ولك.. أحسنُ إحسانك إلى والديك حين لا يحسنون.. أعظم إحسان لوالديك في كبرهم تجاوزك عن أخطائهم؛ وكأنها لم تحصل، ودارهم بكل حب واحترام !!

طابت أيامكم أيها البررة بالوالدين إحساناً !!

أعجبني الكلام وجزاء اللَّه كاتبها، فأعدت نشرها لعلها تنفعنا جميعاً !!

لا تنسونا من صالح دعائكم 🤲

▪️تم النشر في سلسلة أنت تسأل ونحن نجيب في facebook من قبل القاضي أنيس صالح جمعان بتاريخ ٠ يونيو ٢٠١٩م

قد يعجبك ايضا