سنكون مع اي مبادرة تصحيحية يتبناها التيار المعتدل داخل المجلس الانتقالي تخدم الشعب والوطن بعيدا عن التبعية .
عدن الخبر
كتابات حرة
صحيفة ((عدن الخبر)) بدوي الجبل المنصوري :
اولاً نشكر تلك القيادات المعتدلة في الجنوب وتلك الخطوات التصحيحية التي وضعت مصلحة الوطن فوق اي ولاءات أخرى ،،
وتلك المبادرات والخيارات التي تقدم بها بعض الناشطين الايجابيين إلى المجلس الانتقالي الجنوبي للخروج من الأزمة التي تمر بها بلادنا في جنوب اليمن تتضمن هذا المبادرة مقترحات للأخوة في رئاسة المجلس يدعون فيها الاخ رئيس المجلس الانتقالي بتحديد موقفه من قضية شعب الجنوب أما بتخليه عن منصبه في مجلس القيادة الرئاسي او رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي .
وهذه الخيارات خطوة مطلوبة لخلق موقف محدد بعيد عن الانقسام في الموقف السياسي الذي يعيشه المجلس الانتقالي ،،
ولكن قبل طرح هذه المبادرة هل فكرنا قليلا في كيفية التخاطب مع تلك الولاءات التي لازالت تعيش بعقلية الماضي والتي نراها تدين بالولاء للخارج على حساب الشعب في الداخل؟
ومن اجل أن نكون واضحين جدا
فالمعلوم أن المجلس الانتقالي
يعمل حاليا على إعادة إنتاج الماضي و تمثيل دور الحزب الاشتراكي مرة أخرى في الجنوب ..
والسؤال هنا : هل سنحتاج لتنفيذ هذه المبادرات التصحيحية الى إراقه نفس الدماء التي اهرقت قبل الوحدة وما رافقها من اغتيالات و انقلابات وصراعات ومؤامرات أدت إلى تدمير وطن بكامله اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ؟ وكل ذلك بسبب اتهامات متداولة بالخروج عن منظمومة الاشتراكية التي كانت تدين بالولاء للخارج على حساب أي خطوات تصحيحية تخدم الوطن
فخلال العقود الماضية التي عاشها الشعب في الجنوب تحت مظلة الحزب الاشتراكي اليمني الشمولي عاشت بلادنا تدين بالتبعية للاتحاد السوفيتي الذي كان يتحكم بمصير سته مليون مواطن جنوبى عبر تيار سياسي يدين بالولاء للاشتراكية العلمية ويتلقى تعليماته من الخارج والتي وقفت حائل دون استطاعة التيار المعتدل في المكتب السياسي من اتخاذ أي خطوات نحو الخروج من عنق الزجاجة بسبب الولاء المطلق للحزب على حساب الوطن والشعب ،،
واذكر حينها أن التيار المعتدل في الجنوب لم يستطع اتخاذ قرارات تخدم الوطن بسبب التدخلات الخارجية التي كانت تفرض نفسها عبر ذالك التيار المتشدد والمتعصب للتبعية ،،،
واليوم وفي ظل المجلس الانتقالي الذي لا أراه إلا نسخة من ذالك الحزب الشمولي هل يستطيع التيار المعتدل والمتحرر نسبياً من التبعية للخارج أن يفرض خطوات تصحيحية جديدة بعيدا عن سياسة الولاءات للحزب او الإقليم على حساب الوطن ؟
وهناك نقطة أخرى اظن أنها لازالت تشكل اكبر عقبة أمام أي خطوة تصحيحية في الجنوب وتكمن خطورة هذه النقطة في الهيكل التنظيمي للمجلس الذي أغلق الباب دون وجود شراكة حقيقية لمعظم القوى الوطنية من مختلف خارطة الجنوب الجغرافية .. والتي يمكن أن تعيدنا هذه النقطة إلى صراعات الماضي التي أدت بشعبنا الجنوبي للوصول إلى هاوية السقوط الاقتصادي والسياسي ..
اتمنى من الإخوة في رئاسة المجلس الانتقالي أن يضعوا مصلحة الوطن والشعب فوق أي مصلحه أخرى إقليمية أو حزبية . وسنكون مع اي مبادرة تصحيحية يتبناها التيار المعتدل داخل المجلس الانتقالي تخدم الشعب والوطن بعيدا عن التبعية .
ودمتم
بدوي الجبل المنصوري