أعلان 300×250

الميلشيات السياسية في اليمن .

عدن الخبر

كتابات حرة

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب احمد السيد عيدروس :

شكل السلطة في اليمن هو فلسفة جديدة لإدارة الدولة في العصر الحديث فلم يسبق أن سجل التاريخ حالة مشابهة ؟!

هذه الفلسفة تعتمد على صناعة ميلشيات سياسية صغيرة من النخبة أحياناً وأحياناً من العامة لتدير البلاد بطريقة فوضوية عشوائية ،

هذه الميليشيا السياسية قد يكون لافرادها انتماءات سياسية مختلفة لكنها تراهن على حب المصلحة الشخصية لدى أفرادها وهذا ما يجعلها متماسكة لتدير قطاعات الدولة المختلفة و تتخصص كل ميليشيا صغيرة بقطاع معين ،

لا يوجد رأس واحد لهذه الميلشيات ولا تدار كمنظومة واحدة فهي ميلشيات منفردة أعتقد أنها تنشأ كجرثومة تظهر فجأة في مفاصل الدولة الجريحة بعد أي حرب وتبدأ تأكل جسم الدولة ومواردها ،

هذه الميليشيات لا تخضع لبعضها وفي حالة صراع سياسي دائم فيما بينها ولا توجد قواسم مشتركه بينها سوى خوفها من العقوبات الدولية لان أفراد هذه الميليشيا السياسية لديهم اوطان بديلة رتبوا فيها إقامة لعائلاتهم ونقلوا أجزاء كبيرة من ثرواتهم إليها ،

وتعد اليمن أول دولة تسجل ظهور الميلشيا السياسية التي قد تتكون من ثلاثة إلى خمسة مسؤولين كبار فقط يحمون بعضهم في المناصب و يؤمنون مواردهم من المال العام و يديرون قطاع معين في الدولة كقطاع النفط والمعادن أو قطاع النقل و الاتصالات أو قطاع السياحة أو القطاع المالي و المصارف وكذا بقية القاعات التي تدير كل منها ميلشيا سياسية منفردة من عدة أفراد لا يدينون بالولاء الا لأنفسهم وقائد الميلشيا والعصا الخارجية ،

وتدور معارك إعلامية ضارية بين الميلشيات السياسية عند اي تغيير أو إقالة لمسؤال فيها من منصب حكومي ويحتدم الصراع أحياناً على المناصب الشاغرة التي لا تديرها ولا تخضع للميلشيات السياسية واحياناً تتم التسوية بسرية تامة وبالذات إذا كان المنصب في قطاع السفارات والخارجية لانه اي صوت عالي سيلفت انتباه العالم لعبث هذه الميليشيات وسيتم رفض قبول اعتماد السفير الجديد ،

ودائماً ما تنطلي حيلة الشعارات الوطنية ومحاربة الفساد على الشعب والذي يتخندق جزء منه مع ميلشيا ضد أخرى
و تسعى كل ميليشيا لكسب تعاطف الشعب بوصف نفسها بأنها تحارب الفساد ،

ويخوض الشعب في حديث ويصنع رأي عام في صراعات الميلشيات السياسية على المناصب القيادية التي تدير الموارد الاقتصادية للبلاد مع أنه لا يحصل على شيء من مواردها .

كتبه احمد السيد عيدروس

قد يعجبك ايضا