أعلان 300×250

الرفيق البيض يصر على شيطنة أبين وشبوة في مذكراته

عدن الخبر

كتابات حرة

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب احمد السيد عيدروس :

من المعيب أن توصف محافظات بأكملها بأنها تقف خلف شخص سواء كان هذا الشخص على حق أو على خطأ ويُحول الصراع إلى صراع مناطقي ،

قال الرفيق علي سالم البيض في مذكراته والتي خرج جزء منها للإعلام قبل طباعتها قال بالنص ،، كانت الصورة باعثة على الأسى ،والانقسامات محزنة ، أبين وشبوة وبقية اجزاء البلد من أخرى ،،

هذا الوصف المناطقي غير مقبول وغير صحيح ،

فوصف الصراع على ان أبين وشبوة في جهة وفي الجهة الأخرى بقية أجزاء البلد هذا الكلام خطير جداً ،
فهو يؤسس لمناطقية جديدة بعد أربعين عام من الأحداث المؤسفة و يحاول أن يذكي نار المناطقية التي انطفأت بالتصالح والتسامح الجنوبي ،
هذا التوصيف ينقل الصراع من صراع سياسي إلى صراع جهوي مناطقي ،

الرفيق البيض لم يتجاوز المناطقية في مذكراته وأصر على زعزعة التصالح والتسامح بدون وعي منه بحساسية التوقيت وخطورته ،

نشر هذه المذكرات في هذا التوقيت بالذات يزيد من الإنقسام الجنوبي و يستحضر الماضي بكل مآسيه و الذي نؤمن أن عهد التصالح والتسامح قد طوى هذه الصفحة للأبد بكل مالها وما عليها ،

أغلب الرفاق في تلك الفترة الزمنية المظلمة من تاريخ الجنوب نشروا مذكراتهم قبل سنوات ولم يقرأها أحد من الشعب سوى فئة قليلة من المختصين في التاريخ الحديث لليمن ،

و المأخذ على الرفيق علي سالم البيض ليس كتابة مذكراته فهو من حقه أن يكتب روايته للاحداث من وجهة نظره بل ما يؤخذ عليه هو توقيت نشرها الآن لأن البلاد في حالة انقسام سياسي وصراع على السلطة و ايضاً وهو الأهم و الأخطر هي الصبغة المناطقية التي ظهرت جلياً في صيغة كتابة مذكرات الرفيق علي سالم البيض ،

فاستحضار أخطاء الماضي المأساوية و وصف جغرافيا أبين وشبوة بأكملها بأنها طرف فجر الصراع في الماضي ضد بقية أجزاء البلد يزيد من الاحتقان المناطقي و يغذي الكراهية بين أبناء الوطن ،

الرفيق علي سالم البيض ذكر محافظة أبين وشبوة بالأسم و بالتحديد و أنها وقفت ضد الإصلاح السياسي ككتلة جغرافية و ديمغرافية واحدة ولم يصف أو يقل فصيل الرفيق علي ناصر محمد أو ما كان يعرف بمسمى الزمرة والذي كان الاسم الشائع الذي أطلقه فصيل علي البيض على فصيل علي ناصر ،

وهنا نوضح أن الصيغة التي كتبت بها الأحداث أعطت المشهد صبغة مناطقية مقيتة ،

وكان الأولى بالرفيق علي سالم البيض أن يصف أطراف النزاع بمسميات حزبية أو حركية وليس بأسماء مناطقية لانه بذالك ينقل الصراع من الماضي للحاضر ويزرع بذور المناطقية بعد أن داستها اقدام المناضلين و الشهداء في يوم الثورة وعهد التسامح والتصالح الجنوبي الذي انطلق من ردفان النضال ضد صلف وظلم دولة الوحدة و جبروت الهضبة الشمالية والذي كان الرفيق علي سالم البيض هو الذي ذهب بالجنوب إليها دون ضمانات و اقحم الشعب في الجنوب في وحدة غير مدروسة لازلنا حتى اليوم نعاني من تبعاتها .

كتبه احمد السيد عيدروس

قد يعجبك ايضا