فسبكة في قرن الشيطان
عدن الخبر
كتابات حرة
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب ياسر الاعسم :
– واقعنا خليط من البشاعة والرفاهية، وأصبحنا نشعر أننا نعيش في قرن الشيطان.
– وسط معاناتنا اليومية وكابوسهم الذي يجردنا من آدميتنا، يصعد إلى سطح يومنا حدث ما، ويصبح حديث الساعة، ثم يلبث يوماً أو بضعة أيام ويتبخر.
– يومياً يتكرر سعينا بين الجريمة والعدالة، وركوب الموجة، وأكثرنا يلهث وراء شيء لا يدركه.
– شتان بين وقار الصحافة، وتفاهة الفسبكة.
– الصحافة مهنة وأمانة، تقيدها أصول ويضبطها شرف، حرة ولكن بحدود.
– مسؤولية الصحافة قيادة الرأي العام باتجاه طريق الخروج من الظلمة، واستنهاض وعي الشعب لرؤية ما هو أبعد من ضوء آخر النفق.
– أما الفسبكة فوضى مفتوحة، مجردة من القيم والثوابت إلى حد كبير، وعادة ما تسوق الناس إلى أزقة مجهولة ومتاهات من التفاهة.
– الفسبكة قد تطلق شرارة في الهشيم، والمؤسف أنهم يتركون الحريق مشتعلاً، وينتقلون إلى موجة “ترند” أخرى.
– حياتنا وأخلاقنا تنزف، ومجتمعنا جسد مريض يحتاج إلى مشرط جرّاح ماهر، وليس سواطير جزارين يبقرون بطنه بلا رحمة.
– إذا عجزنا أن نكون كالمشكاة، فأضعف الإيمان أن لا نكون خنجراً في خاصرة المجتمع.
– كل فسادٍ في الأرض مرفوض، وغيرة الناس فعل حميد، وقد يكون الانحلال ثقافة عابرة للقارات، يُراد زرعها بعملية قيصرية في أحشاء مجتمعاتنا لتُنتج جنيناً مشوهاً.
– لكننا نعتقد أن مواجهة الخطأ بخطأ آخر وتصرف شخصي ليس علاجاً، ونخشى أن يؤدي ذلك إلى أن يصبح الشعب في مواجهة نفسه.
– من الغباء أن نكون قطيعاً، وأبواقاً تكرس ثقافة التفاهة، ولغة الغابة، فلن تشفع لنا النوايا الحسنة.
– الجهل مصيبة، أما الكارثة الكبرى، فهي عندما يقرأ الحمار كثيراً من الكتب ويعتقد أنه مثقف.
– ياسر محمد الأعسم/عدن 2025/1/24