أعلان 300×250

إعتذارٌ مُهين.. صفعةٌ أخرى على وجه الكرامة!

عدن الخبر

اخبار عدن

صحيفة ((عدن الخبر)) عدن :

بعد الاعتداء السافر على المعلم في ساحة العروض، والذي هزّ وجدان كل من يحمل في قلبه ذرة من إنسانية، انتظرنا أن يُبادر المسؤولون إلى جبر الضرر، وأن يتقدموا باعتذارٍ يليق بمقام هذا المُربي الفاضل، رمز العطاء والتضحية.

لكن ما حدث كان مهزلةً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. بدلًا من أن يتوجه أصحاب المجلس الانتقالي بأنفسهم إلى المعلم في مكانه، تقديرًا له، واستشعارًا لفداحة ما حدث، تم استدعاؤه إلى مقر المجلس الانتقالي!

يا للعجب! أيُعقل هذا الاستخفاف؟ أيُعقل أن يُستدعى من أُهين وكُسِر خاطره ليُقابل من أهانه؟

هذا ليس اعتذارًا، بل هو صفعةٌ أخرى على وجه الكرامة، هو استمرارٌ في مسلسل الإهانة، وتكريسٌ لثقافة الاستعلاء والتجاهل. هذا الأسلوب المُستفز يُظهر بجلاء مدى انعدام قيمة المعلم عند أصحاب القرار في المجلس الانتقالي، وكأنهم يُرسلون رسالةً مفادها: “نحن من نُملي الشروط، ونحن من يُحدد طريقة الاعتذار، حتى وإن كانت مُهينة”.

أين هي قيم الاحترام والتقدير؟ أين هي مبادئ العدل والإنصاف؟

إن استدعاء المعلم بهذه الطريقة يُعدُّ إهانةً مضاعفة، وتجاهلًا تامًا لمشاعر الغضب والاستياء التي عمّت الأوساط التربوية والمجتمعية. هذا التصرف يُؤكد أن البعض لم يستوعب بعد حجم الخطأ الذي ارتُكب، وأنهم ما زالوا يُمارسون سياسة التغطية على الأخطاء بدلًا من الاعتراف بها وتصحيحها.

نقولها بصوتٍ عالٍ: هذا الاعتذار مرفوض! هذا الأسلوب مُهين ومُستفز! نطالب باعتذارٍ رسمي وعلني يليق بمقام المعلم، وبمحاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء السافر.

كرامة المعلم ليست سلعةً تُباع وتُشترى، وليست ورقةً تُستخدم للمُساومة. كرامة المعلم هي كرامة الوطن، وهي خطٌ أحمر لا يُمكن تجاوزه.

قد يعجبك ايضا