أعلان 300×250

مدينه تحت الاعتقال

عدن الخبر
كتابات حرة

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب / علي عمر الهيج :

ذات يوم ربيعي ثوري حملو لنا بشائر الاستقلال فكان وهما كاذبا فتبدل الى اعتقال البشر والشجر والحجر والثمر وبعض الزهور تطل بوجهها بشوق وحنين إلى ابراق نسائم الصباح فتختفي براسها وكأنها فطنت أن مدينتها تحت الاعتقال فعادت إلى مكانها ترتعد. .

فوضى عارمه بكل أصناف الشواذ فيتململ الناس بحذر خشية اعتقالهم فلا شي غير الحصار وطفل يركض على رمال الشاطى يقيم احتفال للسلام والطفوله فتتبعه والدته مذعورة ومسرعة خشية الاصطدام باولئك المجانين

مدينه مدمره شوهت ملامحها وكبريائها ووجوه مزورة بلا هوى ولا هويه تعتقل ذلك الجمال الساحر والألوان البهيجه وزخارف الدنيا وليالي الانس والفرح حين كانت أرض حره تصحى وتنام على سلام شمس تشع من فوق صيره وتعانق الارض بسلام..

ومنظومه للحياه في اروع سطوع مدني بالمصانع والمؤسسات والبحار والقلاع والحصون والكنائس ومناهج التعليم وطلبة وطالبات ذاهبون الى منابر العلوم وصوت الاذاعه الصباحيه ينشد صباح الخير من بدري امانه شلنا يا طير..
ويا طائره طيري على بندر عدن.. وإذا دخلت المدنيه قول بسم الله

في ذلك الفندق الجميل الساطع بالاضواء تحدث ضوضاء وجيوش وقيادات وسياسيين قيل انهم جائو لعقد مؤتمر انساني يجمع
” دنيا عدن المحطمه” في بعض خطابات وثائرون من كل ثوره ولون وحزب وفصيل يحتسون اجمل البدلات تفوح منهم رائحة العطور والمسك..
فاختتموه ببيان ثم حلقو بطائراتهم الى اوطانهم في الغربه

مدينه تم تهشيمها وبتر جسدها إلى أجزاء وفوق كل جزء تقف الكلاب الضاله والذئاب والفئران والغربان والثعابين تنهشها فامتلات اسنانهم بالدماء ثم غادروا إلى ثكناتهم

ارض خاربه لا شي فيها يقف شامخا سوى ملامح دولة المستعمر والبنوك ومستشفى اليزبت وخزاتات النفط في اليريقا والتواهي ومدارس المدراسي
ومتاحف ومكاتب البريد والشارع الرئيسي والمحاكم وشركات المصافي وخزانات المياه ومحطات الكهرباء واثار القطارات ومقرات التلفاز والاذاعه والمسارح والسينما والمسابح ومواطن الملح والمعسكرات

ترفع مآذن عدن أصوات صلاة العشاء فيهرول اهالي عدن إلى المساجد…
لقد قامت الصلاه..
ومدينه لوحدها تلفظ آخر انفاسها

علي الهيج

قد يعجبك ايضا