وفد الحراك التهامي السلمي يناقش مع البعثة الأوروبية في عمان دور تهامة في تحقيق السلام الشامل وبناء مستقبل سياسي مستدام لليمن .
عدن الخبر
اخبار محلية
صحيفة ((عدن الخبر)) عمان، الأردن :
في لقاءٍ حيوي جرى في مقر إقامة وفد الحراك التهامي السلمي بالعاصمة الأردنية عمان، اجتمع وفد الحراك برئاسة الشيخ عبدالرحمن حجري، قائد الحراك التهامي السلمي والمقاومة التهامية، مع نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن ورئيس القسم السياسي في البعث لويس ميغيل بوينو. وحضر اللقاء أعضاء الوفد التهامي الدكتور عصام شريم، عضو مجلس الشورى، والعميد أحمد الكوكباني، عضو لجنة الانتشار، والدكتورة مريم الدوغاني، والعميد محمد عماد العيسي، والأستاذ أنور بورجي، مدير مكتب محافظ الحديدة، والأستاذ إبراهيم بكيره، والدكتور علي الأهدل.
استعرض وفد الحراك التهامي خلال اللقاء جملةً من المطالب الأساسية التي تمثل رؤية أبناء تهامة وطموحاتهم لمستقبل اليمن. وأكد الوفد أن هذه المطالب تأتي في إطار حرص تهامة على استعادة حقوقها والمساهمة الفعالة في بناء دولة مدنية تضمن المساواة والشراكة لجميع اليمنيين. وشدد على أهمية تمثيل أبناء تهامة بشكلٍ عادل في مؤسسات الدولة، وإدماج قضيتهم ضمن أي حلول سياسية مقبلة لتحقيق سلام مستدام وشامل، يراعي تطلعات تهامة في العدل والتنمية بعد عقود من والإقصاء.
وأشار الوفد إلى أهمية بناء مؤسسات وطنية قوية تتأسس على مبادئ المواطنة المتساوية وتلتزم بالشفافية والعدالة، مما يضمن مشاركة أبناء تهامة في إدارة شؤون البلاد ويحول دون تكرار مظاهر الإقصاء. كما أكد على أن معالجة القضايا الهيكلية المرتبطة بعدم التوازن في توزيع الموارد والسلطة وهي ضرورة لتحقيق الاستقرار المستدام، بحيث يشعر كل أبناء اليمن، ومنهم أبناء تهامة، بشراكة حقيقية في رسم مستقبلهم ضمن إطار دولة مدنية عادلة.
وناقش وفد الحراك التهامي أيضاً الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي تواجه تهامة، خصوصاً في محافظة الحديدة، حيث أكد الوفد أن أبناء تهامة ما زالوا يعانون من آثار الحرب والتدهور المعيشي، مشيراً إلى أن اتفاق ستوكهولم، ورغم أهميته، لم يحقق حتى الآن تحسيناً ملموساً في الأوضاع الإنسانية أو الأمنية على الأرض. وأوضح الوفد أن هناك حاجة ملحة لدعم المجتمع الدولي للجهود الإنسانية في تهامة، خصوصاً من خلال توفير المساعدات الضرورية وإعادة إعمار المناطق المتضررة، لتمكين أبناء تهامة من استعادة حياتهم الكريمة وتحسين ظروفهم المعيشية.
إضافة إلى ذلك، أكد الوفد على أهمية تعويض المجتمعات المتضررة من الصراع بشكلٍ عادل، موضحاً أن إعادة الإعمار وإيجاد فرص عمل جديدة تعتبر خطوات أساسية للتعافي، ودعا إلى دعم الجهود المحلية والدولية لضمان استعادة الاستقرار وتمكين المواطنين في تهامة من العيش بكرامة وأمان.
وقد أعرب نائب رئيس البعثة الأوروبية عن اهتمام الاتحاد الأوروبي بتطلعات الحراك التهامي السلمي وحرصه على دعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم في اليمن. وأكد أن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب تطورات الوضع اليمني، وأنه يعتبر أن إدماج مطالب جميع الأطراف المحلية، بما فيها تهامة، ضمن مسار الحل السياسي هو خطوة أساسية لتحقيق شراكة وطنية حقيقية ومستقبل أمن ومستقر لليمن.
ويسعى الحراك التهامي السلمي من خلال هذه اللقاءات إلى أن تساهم هذه الجهود في ترسيخ مكانة تهامة على الخارطة السياسية اليمنية، بما يضمن حقوقها التاريخية ويحقق العدالة والمساواة ويعزز الوحدة الوطنية. كما يأمل أن تكون هذه اللقاءات مع المجتمع الدولي خطوة جوهرية نحو بناء توافق حقيقي، يضمن لأبناء تهامة دوراً فاعلاً في مستقبل اليمن، في إطار دولة مدنية تصون كرامة وحقوق جميع مواطنيها.