لن تغفر أبين للرفاق الذين تنكروا لفلذة كبدها جمال لقم
عدن الخبر
كتابات حرة
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب احمد السيد عيدروس :
في منتصف التسعينات حين كان الرفاق تتقاذفهم الأمواج بين الإنتماء واللا إنتماء للثورة الجنوبية كان الكاتب الكبير جمال لقم يعد مرجعاً للتيارات الحركية للثورة الجنوبية بشقيها الراديكالي المطالبين بالتغيير الجذري لشكل الدولة التي ولدت عام 1990 والذين يرون استعادة الدولة أولوية لا يسبقها شيء والفصيل البراغماتي الذي يرى أن الثورة الجنوبية في جوهرها تطالب بتحقق المنفعة للشعب بغض النظر عن الشكل مع التزامهم بتغيير الشكل الاندماجي إلى كنفدرالي اتحادي ،
ومع أن النقاش بين التيارين نقاش جدلي سيأخذ مداه الأزلي الذي قد يتجاوز عدة أجيال إلا أن هناك مرجعية أحتوت النقاش لتخرج برؤية أن المواطن هو الأولوية التي يجب أن يسندها كل الفرقاء السياسيين وحين نتحدث عن هذه المرجعية فنحن نتحدث عن الرفيق جمال لقم الذي تجول بين العواصم و المدن والأرياف والصحف والمواقع والقنوات يناقش هموم المواطن وقد قدم الكثير للأرض والشعب عند كل جائحة تفتك بالإنسان فكان صوت أبين وصوت الوطن الذي يصل إلى أبعد مدى حاملاً رسائل كتبها النسيان والقهر لفئات طحنتها رحى الجوع والفقر و الحرب وبعد مسيرة حافلة بالتضحية والعطاء منحها لتلاميذه ورفاقه و وطنه ها هو الرفيق الأستاذ جمال لقم يواجه النسيان والاهمال من قيادات المرحلة الذين تعصف بهم الأهواء و الانتماءات السياسية البعيدة كل البعد عن الانتماء الحقيقي للأرض والشعب ،
لماذا يدس الرفاق رؤوسهم في الرمال حين تسقط رايات الوطن و مرجعياته الوسطية ،
كان الأجدر بقيادات الانتقالي والشرعية وقيادات أبين وعلى رأسهم المحافظ و ابو مشعل وقيادات محور أبين بعجلتيه الانتقالية والشرعية كان عليهم أن يأخذوا هذه الراية التي حملها الرفيق جمال لقم لعقود كان الأجدر أن يقفوا مع هذا الكاتب الذي يصارع المرض وحيداً براتب معلم متقاعد لا يتجاوز الخمسين دولاراً ،
المفارقة العجيبة ان معظم قيادات اليوم يرون أنهم امتداد للثورة وقد تنكروا للمعلم الأول الذي تلقوا تعليمهم على يده ،
نتمنى أن تقوم الدولة بواجبها تجاه الكاتب الصحفي جمال لقم في مرضه حتى لا نكتب المرثيات بعد رحيله .
كتبه احمد السيد عيدروس