أعلان 300×250

جماعة الانتقالي تواصل الهروب من مواجهة صراعاتها الداخلية!!

عدن الخبر
مقالات

صحيفة {{عدن الخبر}} كتب أ. عبدالكريم السعدي عضو قيادة الحراك الجنوبي السلمي ورئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية :

هذه المرة هروب الجماعة كان باتجاه حضرموت وهو هروب لم يراعي أي عوامل قد تضر بالقضية الجنوبية وبتماسك الجغرافيا الحضرمية وبواحدية النسيج الحضرمي الذي يمثل الرافد والداعم الاقوى لمعركة الجنوب في مواجهة خصومها!!

بدلا من أن يخضع الزبيدي لمطالب تيار تصحيح المسار في إطار جماعته الانتقالية استغل الصراع (السعودي الاماراتي) الدائر على أرض حضرموت العزيزة في زمن بات الصوت العالي لجماعات الارتزاق والذي فرض على الأدوات إقامة الفعالية في سيئون ولم يبدي اي مبررات لعدم قيامها في عاصمة المحافظة المكلا أو في أي مديرية من مديريات الساحل الذي يمثل مربع الصراع!!

انشغلت جماعة الإنتقالي كالعادة في تسطيح عقول اتباعها والضحك على مغفليها بالتباهي بالحشود البشرية ورص الأجساد التي رغم المبالغ الخيالية المرصودة للحضور لم تكن في المستوى المطلوب ومثلت علامة واضحة على اضمحلال الجماعة وانحسار تأثيرها ليس في حضرموت فقط بل في الجنوب عامة!!

تناسى الانتقاليون المتباهون بشراء الحضور إلى الساحات أن الحشود الجنوبية موجودة ومتأصلة في مسيرة النضال الجنوبي منذ ماقبل ميلاد جماعتهم على يد (الوحدة الخاصة الاماراتية) وأن تلك الحشود حين كانت تلقائية وطوعية ووطنية حققت نتائج إيجابية منها تحقيق استقلال الجنوب الأول وايضا حققت نجاح للقضية الجنوبية لم يتكرر ولم يتحقق ماهو أفضل منه على المستوى الدولي حتى اللحظة بانتزاع القرار الأممي 2140 على أيدي قيادات وابطال الحراك الجنوبي السلمي أما في زمن نضال الدفع المسبق فلم يتحقق شيء للجنوب سوى ازدحام الساحة الجنوبية باللصوص والفاسدين وعمال الجبايات والمطبلين وانصاف العقول وانصاف الرجال يظلل كل تلك الآفات صور الزبيدي المنتشرة بشكل جنوني يؤكد الحالة المستعصية للرجل وحالة الوهن لمن هم حوله!

لا احد يستطيع المزايدة على الحضور الشعبي الجنوبي منذ انطلاقة مسيرة الحراك الجنوبي السلمي ولا من قبل ذلك أثناء مسيرات الغضب ضد المستعمر البريطاني ولكن المشكلة الجنوبية لاتكمن هُنا كما يحاول الزبيدي وجماعته تصويرها ولكنها تكمن في كيفية توظيف هذه الحشود وكيفية الاستفادة منها سياسيا بحيث تلم الشتات الجنوبي لا أن تزيده تمزيق كما حصل في ماسميت بفعالية سيئون!!

فعالية سيئون حضرموت لم ترتقي إلى حشود الحراك الجنوبي السلمي وهذا مؤشر يتطلب الدراسة والمراجعة كما أن الفعالية اختارت سيئون ولم تختار عاصمة المحافظة المكلا وهذا ايضا يتطلب الوقوف أمامه والإجابة على التساؤلات الناشئة عنه والتي اهمها هل فعلا الدعوة كانت ضرورة جنوبية وطنية خادمة للقضية أم أنها اماراتية بشقاة جنوبيين وتخدم في هامشها الضيق جماعة الانتقالي المتهالكة؟

لو أن الفعالية ولدت من رحم الضرورات الوطنية لما قامت على جزء من حضرموت لتعلن ضمنيا تخليها عن الجزء الآخر للطرف الاخر ولو أن هناك عقل وطني يحرك خطوات جماعة الانتقالي لاختار القائمون على هذه الفعالية تأجيلها بدلا من إقامتها بهذا الشكل وبهذه الطريقة وفي هذه الظروف ولكن ولأنها توجيهات صادرة من الكفيل فلم يعد يشغل الجماعة لا حضرموت ولا تماسك نسيجها ولا الجنوب ولا اهداف قضيته !!

مصلحة الجنوب لاتكمن في السيطرة على جزء من حضرموت وترك جزءها الآخر ولا تكمن في السيطرة على مديرية أو محافظة دون أخرى مصلحة الجنوب وضمان انتصار قضيته تكمن في تكامل كل جغرافيته سياسيا واجتماعيا وهو ماتصر جماعة الانتقالي على الهروب من مواجهته والتسليم به !!

لو أن إخواننا في جماعة الانتقالي يجتهدون في معركتهم ضد خصوم القضية الجنوبية كاجتهادهم في معركتهم ضد الفرقاء الجنوبيين الرافضين لنهجهم القائم على التبعية والاستسلام للكفيل الإقليمي والمعتمد على التحشيد المناطقي القروي لكان الجنوب اليوم واقعا ماثلا يحاكي التضحيات الجسام التي قُدمت على درب مسيرته!!

جماعة الإنتقالي بددت مئات الملايين من الدولارات على تجميع الناس وحشرهم في وسائل النقل وازعاج حضرموت بهم ، ولو أن في هذه الجماعة بقايا عقل يحكمه حس وطني ويفكر خارج قفص الترويج والتطبيل للزبيدي وجماعته وكفيله لعلم أن حضرموت هي الاكبر مساحة والأكثر سكان ولحققوا هدفهم دون الحاجة لحشد مديرياتهم ومعسكراتهم فيها ، ولو أن هناك عقل يفكر في الوطن قبل الجماعة وولي نعمتها لأمر بتوجيه تلك الملايين لإخراج عدن من قرويتها وإعادتها إلى مصاف المدن التي كانت ذات يوم قبل ابتلاءها بهذه الجماعة تقف على قمتها مدنية وحضارة وفن وعلم وثقافة !!

عبدالكريم سالم السعدي
14 اكتوبر 2024م

قد يعجبك ايضا