(الشاهي العدني)

عدن الخبر
كتابات حرة

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب الشيخ احمد عبدالله المريسي :

كانت تصحوا مدينة عدن مع هدير أمواج البحر المحيط بها من كل جانب ومع نسيم البحر البارد العليل ومع حركة ودبيب الناس المصلين والعمال ودبيب الحياه التي كانت كلها طمأنينه وامان وكان الفجر يعلن بداية تباشيره الأولى لمدينة عدن وضواحيها وعلى اصوات جميلة خاشعة ترثل القرأن ترثيل كله روحانية وخشوع بأصوات القراء امثال الشيخ المقرئ عبدالباسط عبد الصمد والمقرئ الحصري والمقرئ المنشاوي والمقرئ الطبلاوي وغيرهم من القراء وكان ذلك تقليداً في مساجدنا وجوامعنا ورثناه منذ نشأتنا وطفولتنا ومنذ عهد قديم للأباء وللأجداد في كثير من مساجد مدينة عدن وكان ذلك قبل ادان الفجر وكان يسمى ذلك الوقت بالتذكير قبل الأدان بأوقات محددة وقبل إقامة الصلاة وفي هذا الوقت المبكر كان يصحى والدي والذي كنت اراوده دائماً بان يصحبني معه لزيارة العم السيد هاشم وولده صديقي نصر وتناول وجبة القراع عنده مع الشاهي المميز في مقاهيته وذات صباح صحاني والدي من النوم واصطحبني معه الله يرحمه ويحسن إليه اثناء الإجازات والعطل المدرسية وذلك استعداداً للذهاب لمدينة كريتر عدن حيث عمله في إدارة صحة دائرة البيئة أنذاك وعند وصوله لموقع عمله صلى في مسجد أبان والذي هو كان اقرب مسجد من عمله وانا معه ومن ثم نذهب انا وهو لمقهايةكشر المشهورة لصاحبها العم السيد هاشم السقاف والد صديقي نصر والذي هو ايضاً صديق عزيزاً لوالدي حيث كان يقوم والدي بمساعدته وكان السيد هاشم يقدم لنا وجبة القراع بنفسه خبز بر طاوة شاحط يتقرمش مع الفاصوليا البيضاء المقلوبة بكشنه مميزة ولها نكهة الطباخة العدنية التي روائحها تخترق الخياشيم لتصل إلى المعدة فاتحة للشهية ابوابها وتجعلك تلعق أصابعك وراءها وكان يقدم لنا معها فناجين الشاهي العدني الملبن وارد سيلان وعصب والاه والملاي كان يقدمه لنا بالسياسر (طفح الحليب) وكان الحليب بقري طازج من زرائب الشيخ عثمان التي كانت قريبة من المدرسة المتوسطة للبنات وقريبة من محطة بترول الهاشمي ولين العسكر الذي هو الأن يسمى بمشروع الوالي القريب من جولة الشهيد عبدالقوي بالشيخ عثمان وكان من ملاك الأبقار المشهورين الحاج فارع وسيلان وصالح سايب والأسرب والمريدي والجبلي والحربي وهناك من كان يستخدم الحليب المجفف مثل الحليب الدتش بيبي والدانو والكليم وكان نوعية وجودة ممتاز وكامل الدسم والذي كان هو ايضاً معمول بالماء البمبه الخالي من الشوائب وهذا كان هو سر نكهتة وسر حلاوته وكان الشاهي العدني مشهور على مستوى اليمن والخليج والدليل ان في كل دولة من الدول العربية والأجنبية تجد فيها مقاهي تسمى بمقهاية العدانية وشارع العدانية والسبب يكمن قي سرحلاوة روح واخلاق وثقافة وادب وعلم ومرح وطيبة وسهولة عشرة العدانية وحلاوة لهجتهم الممزوجة بخفة الدم وبنكهة شاهيهم المميزة والمفضلة مع الجوز والهيل وبعدها يذهب والدي للعمل في مكتب دائرة صحة البيئة الذي كان قريب من فندق الجزيرة التي تملكة احدى اسر بيت السقاف العريقة والقريب من مقهاية كشر ومعرض الكهربائيات التابع للعم قاسم المريسي وكيل الأدوات الكهربائية الفرنسية المونيلكس وانا كنت ابقى مصاحب للعم السيد هاشم واقوم بمعاونته في تقديم الطلبات للزبائن إلى ان يأتي والدي للعودة بنا إلى بيتنا في مدينة الشيخ عثمان كانت تلك هي من ذكريات الطفولة مع والدي ايام كانت عدن زمان مدينة الحب والأمن والسلام والتي لا زالت محفورة وعالقة في داخل الوجدان٠

#المريسي

قد يعجبك ايضا