قراءة عاجلة في مذكرات المناضل علي عبدالله سعيد القادري الضالعي… الحلقة ( 1 )
عدن الخبر
مقالات
صحيفة ((عدن الخبر)) يكتبها/ اللواء الركن علي ناجي عبيد :
من أين أبدأ ؟
لن أخالفه أبدا سأبدأ من حيث بدأ هو بإعتزاز كبير بـعدن الطيبة قلعة الحرية والأحرار، مجمع السلام والوئام،
فهو الذي جاب العالم يعنون مذكراته بـ *(ذكرياتي في عدن مدينة صناعة الوعي والتسامح*
دعوني أذهب إلى آخر صفحات الكتاب
وتحديدا الملحق النصي الأخير بعنوان الشهيد القائد عيسى محمد سيف في سطور”من الذاكرة ”
لكاتبه حسن الدولة بتاريخ 11 أكتوبر 2011 لأقتطف منها ما له علاقة بالشخصية المناضلة الشهيد عيسى محمد سيف ومدينة عدن وبالطبع إختيار عنوان المذكرات،،،،
المولود 1943مكان منذ ريعان الشباب شعلة متقدة من الذكاء والنبوغ يتمتع بحس سياسي استطاع من خلالهان ينافس أقرانه من المنتمين إلى أحزاب قومية أخرى وهو لا يزال طالبا في الإعدادية ثم الثانوية والجامعة،
ولعل سبب ذلك التفوق أنه درس الإبتدائية والإعدادية بمدينة عدن إلخ. هذا ما يقوله رفيقه حسن الدولة عن عيسى وعن عدن التي جعلت عيسى متميزا
عن أقرانه. فما البال بـ عبدالله الضالعي الذي انبهر بعدن وأضوائها في بداية حياته عند دخوله إليها ليلتحق بصفوف الدراسة الإبتدائية ولينهل من أوارها العلمية المبددة للظلام، إذن حق له أن يختار عنوان مذكراته وباللون الأحمر المحاط ولن أقول المظلل بالأبيض ليعرفها كما لمسها وعاش بها وعشعشت به //مدينة صناعة الوعي والتسامح
// حيث نمى وعيه مع بعض التسامح كما نلمسه من مذكراته. وعدن كما جعلت من رفيقه عيسى من هو لا شك جعلت علي الضالعي يغدو المناضل العنيد والمثقف الثر علي الضالعي إلى أن يكتب مذكراته بجزئها الأول واعدا بإنجاز ما بعد 2017 وربما الثاني والثالث وتلافي مالم يذكر في جزئها الأول في طبعة ثانية وربما ثالثة لما احتوته من ذكريات تاريخية هامة تؤرخ لشعب وأمة.
المناضل علي عبدالله سعيد الضالعي….
كثير الإعتزاز بالضالع… احتفظ وأعلن وأشهر بكنية الضالعي حتى أصبحت إسما له لا يعرف الا به فمن سألك هل تعرف علي عبدالله سيقول لك الكل يعرفه علي عبدالله صالح أو علي عبدلله فلان وما أكثرهم وليس في اليمن أكثر من إسمَي علي وعبدالله وان قلت علي عبدالله سعيد فقد يقول لك أعرف أو سمعت بإسم مثل هذا لكن لا اتذكر أو…. لكن أن تسأل وبالذات في صنعاء وتعز هل تعرف الضالعي فسيجيبك أولهم نعم علي عبدالله “دون سعيد ” فلا أعتقد أنه عرف معنى سعادة بذر تها الممتعة إلا من خلال عناده القوي وتمسكه بمواقفه التي يراها صائبة، تصوروا تحمل القيد على رجليه في السجن لثلاثة أشهر فقط بسبب العناد ومع من؟ مع السجان الذي أبدع الشاعر الكبير محمد محمود الزبيري في وصفه كعسكري يمارس مهنة السجان والحراسة على السجن ومعاملة السجناء بقوله:
**والعسكري بليد للأذى فطن … كأن إبليس للطغيان رباه **
وعارضتها بقولي
** والعسكري ذكي للبنا فطن…. لأن الله للبنيان رباه **
مع الأسف بدأت التفكير بسحب تلك المعارضة على إعتبارها تحريفا منكرا لا يتطابق مع الواقع الجديد بعد ظهور المليشيات الحوثية وبعض أشباه لها في أماكن أُخر وينطبق عليها وصف الزبيري المبدع،،،، سبحان الخالق الناطق وكأنه يوصف مليشي اليوم .
أعود إلى الضالعي الذي احتفظ بهذا اللقب حتى صار إسما له في ظروف لا تتناسب مع ذلك الإحتفاظ والإعتزاز أبدا فالجنوبي من أينما كان قبل الوحدة كما هو بعدها اي بعد حرب 1994م الظالمة ليس مواطنا من الدرجة الثانية فهذه الدرجة ينالها مواطنون من مناطق اليمن الأسفل وحتى الدرجة الرابعة التي حين يذكر مواطنها العزيز من قبل معظم جهلة اليمن العالي أو الأعلى مع الأسف بما فيهم مثقفين يردف لها الله يصونك أو الله يعزك وكأنه يذكر أحط مخلوقات الله.(فعلا أول ما صدمني في صنعاء سماعي لكلام مثل هذا في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ).فقد كان الجنوبي مقيم مشكوكا فيه مع الأسف الشديد كما هو بعد حرب 1994م وما يحصل الآن وفي الوقت الحالي في معاملة الجنوبيين المتحوثين في صنعاء فما البال بغيرهم وأن يكون من الضالع حينها وفي زمننا الحاضر ولا أرى له حضورا مستقبليا. إنها الصلابة وإنه العناد،إنه علامة سقي الحديد الذي تفولذ.
رأيت بل سمعت ورأيت حالة أندر من حالة عناد علي الضالعي هي إحتفاظ الأخ المناضل والثقف الكبير علي سيف حسن بلهجته الضالعية رغم مغادرته للضالع بإتجاه تعز ومنها إلى مصر في العام 1967م ولم يعد إليها الا بعد العام 1990م
الإثنان ليس بالقرووين ولا بالمناطقيين ولا حتى بالجهويين فهم قوميون.
ما لنا وما للعناد الذي أضر صاحبيه لربما أشبع لديهما رغبة
منبعها الصلابة.
المذكرات صدرت في كتاب من 292 صفحة من القطع المتوسط مع ملحقين نصيين مكونان من عشر صفحات وملحق صور ملونة صغيرة الحجم غطت 36 صفحة.
صادر بالقاهرة عن دار…لوتس للنشر والتوزيع
الطبعة الأولى 1924
قدم له الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي.
بالمناسبة كان لي شرف حضور حفل إشهار المذكرات بمدينة القاهرة مقر النادي اليمني بحضور عدد كبير من المثقفين والمهتمين بمن فيهم أحد الوزراء المصريين السابقين والكاتب والمؤرخ محمد الشافعي الذي تعرفت عليه جيدا من خلال المشاركة بندوات بأعوام سابقة الذي أصدر أربعين كتابا اقتنيت وقرأت بعضها من أهمها في نظري عبدالناصر حقائق وأباطيل. عن حقبة الزعيم جمال عبدالناصر،أنصح من أراد الإطلاع على حقائقها دون تزييف أن يقتني ويقرأ ذلك الكتاب الذي يكفيه دون زيادة.
والى الحلقة القادمة بعونه تعالى
اللواء الركن
علي ناجي عبيد
عدن 27 يونيو 2024