عقدة المسؤولية

عدن الخبر
مقالات

صحيفة ((عدن الخبر)) ✍️/محمد عبدالله رويس :

‏دخل رجل إلى حمام بخاري ،واذا به يسمع صوت قوي يطلب منه الوقوف بسرعه،التفت الرجل في ذهول ليسأل :من انت وماذا تريد مني بعد هذا الصرخة كلها .
ليخبرة بأنه المسئول عن تنظيم الزبائن وحيث أن مهمتي تتمثل في الإشراف على دخول الزبائن إلى الحمام،والاشارة إلى حيث يضعون أحذيتهم واين ياخذون ماء الغسل.

أنها عقده المسئوليه،وحب التسلط،واظهار الذات ،وقد تكون لها علاقة بما يقوله عالم النفس ديكارت:انا افكر إذن أنا موجود” ولكن هذا ايام زمان ،وحاليا انا اصرخ إذن أنا موجود،انا أسرق إذن أنا مسئول.
وقد تختلف أسبابها، وصورها من تسلط الاخ على إخوته الأصغر منه سنا،الى الاستاذ وتلاميذه والضابط وجنودة،المدير والموظفين.

هذا العلاقة تثبت لنا أن عقدة النقص مشكله قد تتحكم في سلوك وقرارات وأفعال البعض اذا لم يحسن التعامل معها وتصبح أكثر ضرر على نفس صاحبها والمجتمع المحيط بهذا الشخص المصاب ب “عقدة النقص”
فقد قيل إن نابليون بونابرت كان عندة عقدة النقص (لانه قصير القامة)ويشعر بالغيرة من زملائه الأطول منه، وهي حسب تفسير الخبراء سبب العدوانية تجاة الآخرين وحب التسلط،فقد روي أن نابليون قد نكل بزملائه في الكلية الحربية _ الذين كانوا يزيدون عليه في الطول قليلا_عندما أصبح قائد عسكري كبير.

كذلك أثرت «عقدة النقص»في بعض تصرفات وسلوك الرئيس الراحل محمد أنور السادات،حسب ما ذكرة الكاتب محمد حسنين هيكل في _كتاب خريف الغضب_ وان «بشرة السادات السمراء» كانت تسبب له الإحراج،ولذلك سعى بكل ما أوتي من سلطه إلى أفعال وتصرفات غير مبررة أو مقبوله احيانا،وهو ما انعكس على الألقاب التي كان يطلقها المرحوم ع نفسه (الرئيس المومن،بطل الحرب والسلام، كبير العائله المصريه)
بل تفاقم الأمر حتى أنه في اخر حياته
كان يفضل أن تكون الصور الرسميه الملتقطة له من الجانب
كما هي صور و رسومات الفراعنه .

المهم أن عقدة النقص لم يسلم منها القادة العظام
بل قد تكون هذه” العقدة” هي الدافع والمحفز لصاحبها للقيام بأعمال قد تغير مجرى الأحداث وتدخل صاحبها بوابة التأريخ،وقد تكون نفس هذا العقدة من تجر صاحبها إلى مراتع الفشل والتخبط.

محمد عبدالله رويس

قد يعجبك ايضا