الشيخ احمد عبدالله المريسي يكتب.. (دور لمسجدك مؤذن)
عدن الخبر
كتابات حرة
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب الشيخ احمد عبدالله المريسي :
دور لمسجدك مؤذن طبعاً هذه من الأمثال الشعبية والموروث الشعبي التي توارثناها منذ القدم وسمعناها قصص وحكايات وروايات من اسلافنا من الأباء والأجداد ويحكى ان هناك كان شيخاً جليلاً فاضلاً إمام لأحد مساجد المدينة في زمناً ما وكان رجل فقيه وعالم وحافظ لكتاب الله ويجيد القرأت السبع أو العشر وكان صوته جميل وشجي وكان اهل المدينة يصحون على صلاة الفجر وكل الصلوات على صوت اذانه البديع و المتميز والصوت العذب الجميل وكان بليغاً وخطيباً بارعاً يشد إليه كل من يحضر له صلاة و خطبة الجمعة وكان يتوافد إليه جموع المصلين من امكان مختلفة قريبة وبعيدة للإستماع لخطبه ومحاضراته وحلقات تدريس القران والعلوم الأخرى في المسجد.
كان رجلاً فاضلاً بسيطاً وزاهد وذو خلق كريمة وحسن المحيا والحديث وكان دائم الإبتسامة ورقيق الطباع ومحبوب للصغار والكبار ومتواضع للغاية وكان يحظى بإحترام كل اهل المدينة لخلقه ودينه وامانته٠
وفي احد الأيام تعرض لوعكة صحية اقعدته الفراش ولم يستطيع الحضور إلى المسجد كعادته وهناك كان شخصا وصولي كان يتربص و ينتظر هذه الفرصة ليحل محله ويكون البديل عنه وهو ليس بمكانته ولا بمقامة فبداء يتسلل ويتقرب للناس بكل انتهازية ويتسلق مستغل مرض الشيخ وبغرض الوصول ويسوق لنفسه بكثير من المسكنه والتدلل وبعد ان راء الناس ان الإمام الفاضل تمكن منه المرض ولم يعد يستطيع الحضور (مات الإمام) وقالوا خلونا نجرب هذا الرجل رغم عدم قناعتهم به وفعلاً تحقق لهذا المتربص المتسلق ما سعى إليه لإمامة المسجد في غفلة من الزمن وفي فترة بسيطة ظهر على حقيقته فهو غير حافظ لكتاب الله ويفتقر لكثير من مقومات الإمامة ولا يفهم بالأحكام والفقه والشرع ولا للصوت الجميل ولا يحسن القراءة ولم يسمح لأحد من الشاب الذين كان يسند إليهم ذلك الإمام الفاضل الورع امور القراءة وإقامة الصلاة والأذان وتدريس الحلقات القرأنية وتنظيف المسجد وبدء بمضايقتهم واستبعادهم والكيد لهم خوفاً من ان يحلوا محله نظراً لتفوقهم عليه في كثير من الأمور ونظراً لشعوره بعدم رغبة جموع المصلين به للنواقص الكثيرة التي فضحته واظهرته على حقيقته بأنه لا يستحق الإمامه وهناك من هو اكفى وأقدر منه ونظراً للأساليب التي اتبعها مع شباب المسجد مما اضطرهم للنفور منه وللذهاب إلى مساجد اخرى تجنباً للمشاكل والفتنة واذيته لهم هذا من جانب ومن جانب أخر بدء رواد المسجد من الكبار العزوف عند الحضور إلى ذلك المسجد والذهاب إلى مساجد اخرى ومع مرور الأيام اصبح المسجد خاوي على عروشه ولم يتبقى إلا بعض النفر من المصلين العاجزين عن الذهاب إلى مساجد اخرى نظراً لحالتهم الصحية وكبر سنهم فقد غادر الشباب وجميع المصلين من رواد المسجد بسبب جهله وغبائه وانانيته وعدم قبوله للنصيحة إلى المساجد القريبة فبدء يبحث بعد ان راء ان المسجد خلى من المصلين والناس في تدمر ونفور منه ومن طريقته واسلوبه الفج والذي اختزل كل شيئا بشخصه ونكر وجحد وبخس الأخرين بدء يبحث عن من يؤذن ويصلي بالناس ويخطب في المسجد فكان الرد عليه دور لمسجدك مؤذن فقد استجلب العدواة والكره والنفور منه وهناك امثلة كثيرة نعيشها اليوم على ارض الواقع تشبه ذلك الإمام الإنتهازي الذي تسلق وتسلل واستغل مرض الشيخ الفاضل وثقة الأهالي الذين خذلهم وخيب ظنهم وكان لا يرى إلا نفسه واهله واولاده هم العارفين والفاهمين والحريصين والموثوق بهم وهم اسوء منه وكانت النتيجة النفور من قبل المصلين والشباب ورواد المسجد فلم يستجيب له احد وجعلوه في عزلة وكل محاولاته بأت بالرفض و بالفشل وقد قرر الجميع تغيرها بإمام كفؤ يمتلك من المقومات الكثير والكثير والأهم ان يكون مؤمن فاضلاً رجلاً صادق أميناًمحب للجميع بدون تمييز او تفريق يتحمل الأمانة والمسؤولية على اكمل وجه٠
الخلاصة:- من هذه الحكاية ان هناك من الأشخاص من يصيبه الفخر والغرور ويختزل كل شيئا بشخصه بكل أنانية فهو الوطني والمناضل والمخلص والشجاع والقائد الملهم والزعيم الخالد ولا يثق إلا بالمقربين منه وتكون النتيجة الفساد والفشل الدريع وانهياره السريع وارجوا ان تكون وصلت الفكرة حتى لا يقولوا له الناس عندما يبحث عن من يقف معه بعدما ضيع كل شيئاً ونكر وجحد وبخس حقوق وجهود الأخرين دور لك على بقرة تلحسك او دور لمسجدك مؤذن لم تعد محل ثقة وقد جربناك وخبرناك والمؤمن لا يلذغ من الجحر مرتين روح دور لمسجدك مؤذن٠
#المريسي.