حرب الخدمات في عدن دليل سقوط اخلاقيات الجماعات المتصارعة هناك !!

عدن الخبر
مقالات

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب أ. عبدالكريم السعدي :

تتواصل مسرحيات انهيار خدمة الكهرباء في عدن والمناطق التي ابتلاها الله بالتحرير الكاذب والمعبرة عن انهيار اخلاقيات من يغتصبون تمثيل هذه المناطق في مجالس التقاسم الوظيفي وتقاسم مردودات نقاط الجبايات وغيرها من موارد هذه المناطق وفي مقدمة تلك المجالس مايسمى بمجلس القيادة المُنقاد !!

عدن ولحج وابين وشبوة وحضرموت وغيرها من المناطق التي اوقعها حظها العاثر تحت سلطة مليشيات الإقليم ومرتزقته تعاني الأمّرين بانعدام أبسط مقومات العيش الكريم في مشهد أقل ما يوصف به أنه يمثل عملية عقاب جماعية وقتل ممنهج لمواطني هذه المحافظات على مرأى ومسمع من دول التحالف في اليمن والتي لايمكن إعفاءها من مسؤولية جرائم القتل هذه وهي التي بإمكانها وقف عبث أدواتها تجاه أبناء شعبنا وانتشال أهلنا من معاناتهم من خلال تبني ملف الخدمات وذلك في اعتقادنا لن يكلف تلك الدول أكثر مما تتكلفه للصرف على تلك الادوات والتمكين لها ولمشاريعها القروية والمناطقية والحزبية والعائلية وغيرها من المشاريع الغير وطنية التي سيمتد ضررها لاحقا إلى تلك الدول !!

لايمكن لأي عاقل أن يتقبل مبرر أن دولتي التحالف في اليمن (السعودية والإمارات) عاجزتان عن حل أزمة الكهرباء والمياة في عدن وماحولها من المناطق التي يفترض أنها تقع تحت سيطرتها ولا يوجد مايمنع تلك الدولتين من سحب ملف الخدمات من أيدي مجلس الأدوات القيادي والحاقه بالملف السياسي الذي سُحب مبكرا من أيدي أدوات ذلك المجلس والشروع في حل مشاكل الخدمات في تلك المناطق وفي مقدمتها الكهرباء والمياة !!

اربع (خُشب مُسنده) في ما يسمى بمجلس القيادة يقدمون يوميا التنازلات ويمارسون فنون الانبطاح في سبيل بقاءهم في هذا المجلس ، يتاجرون وينهبون ويسرقون أموال هذه المناطق ووارداتها بحجة تمثيلهم لها ولايحركون ساكن لإنقاذ الناس في هذه المناطق من معاناتها لا من خلال توجيه تلك الواردات لخدمة الناس ولا من خلال إتخاذ مواقف محترمة وجادة تؤكد حرص هؤلاء وادراكهم لحجم المسؤولية التي سعوا لها ووقفوا على أبواب سفراء الإقليم طويلا للفوز بها !!

مايحدث في عدن وما حولها من مايسمى مناطق محررة يتحمله في المقام الأول رُعاة خطاب السيطرة على الأرض ففي العُرف الدولي من يسيطر على الارض يتحمل مسؤولية توفير متطلبات الحياة لسكانها فنحن اليوم وبهذا الوضع المزري أمام حقيقة إما أن خطاب السيطرة التي صدّعنا به البعض خطاب كاذب ولا أساس له أو أن هؤلاء المسيطرون يتعمدون إذلال الشعب وتجويعه وحرمانه لغرض دفعه إلى الخروج لكي يركبوا على ظهر متطلبات حياته ويجيرون خروجه كالعادة لصالح مكوناتهم ومشاريعهم المناطقية التي باتت تواجه فقدان الحاضنة السياسية والمجتمعية في هذه المناطق!!

على دول التدخل في اليمن وعلى رأسها المملكة السعودية تحمل مسؤولياتها الاخلاقية والقانونية والقيام بما يمليه عليها القانون الدولي تجاه أهلنا وشعبنا فما تمارسه ادواتها ضد شعبنا اليوم هو أقرب إلى حرب الإبادة الجماعية الغير أخلاقية التي تستند على سلاح قذر يتمثل في تحويل المواطنين إلى دروع بشرية من خلال توظف متطلبات حياتهم لتحقيق مكاسب سياسية لمشاريع لا ترتقي في رؤاها ولا أدواتها إلى مكانة المشاريع السياسية !

قد يعجبك ايضا