“المعارضة السعودية”.. زوبعة في فنجان!
عدن الخبر
مقالات
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب مصطفى محمود :
لاحظت بالصدفة، في السوشيل ميديا ظهور متكرر لشبه إعلان عن (مؤتمر المعارضة السعودية)..
لاشك أن ما نشاهده جميعاً ومعنا العالم، من تحولات ونقلات كبرى ونهضة شاملة تعيشها السعودية، وعلى وجه التحديد منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير الشاب محمد بن سلمان الحكم، يمكن أن نطلق عليها “عاصفة” تغيير وطنية التحم فيها الشعب السعودي مع قيادته السياسية…
هذا التحول الضخم الذي تشهده المملكة ليس مجرد عملية تغيير فوقية فرضت من أعلى، يمكن بسهولة لما تسمى المعارضة السعودية التشكيك في شعبية ومن ثم شرعية هذه التحولات، ومن ثم محاولة النفاذ من خلالها لزعزعة أمن واستقرار المملكة من الداخل عبر خلق “معارضة سعودية”، ذلك أن التحول والنقلات النوعية التي تشهدها تحدث وسط حالة التفاف شعبي والتحام ومباركة وتناغم وتفاعل متبادل بين الشعب والحاكم، يندر حدوثها وتَجسُّدها كما نراها متجسدة في المملكة العربية السعودية.. وهو ما يجعل من أي محاولات للنيل من المملكة نظاما وشعبا وأمنًا ونماءً وتقدّما عبر خلق “معارضة سعودية”، محاولات بائسة محكومة مسبقا بالخيبة والفشل الذريع.
وبمثل هذا المسار الوطني العاصف، يكون بن سلمان فلتة زمانه أو سابقاً لعصره… فالأمير محمد بن سلمان ميزه الله بطاقات جبارة اجتمعت مع السلطة فكانت النتيجة “الدولة السعودية الثالثة”، وهي هذه الدولة التي يمضي بها هذا الشاب بثبات وعزيمة لتكون قطبًا في عالم يمضي هو الآخر نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب.
والحقيقه ما تعيشه السعودية منذ تولي الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد وحتى اليوم من تحولات في ظل تناغم سلوكي وجمالية تعبيرية أبداها السعوديون تجاه عاصفة التغييرات الكبرى التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، يُجسد نموذجا أخلاقيّا وخلاّقا باهرا يقابله تهتك قيمي فاضح لمسوخ بلا هُوية ولا ملامح لما تسمى “معارضة سعودية”.
يمكن توصيف ما تشهده السعودية اليوم بأنه خروج متمرد من زنزانة السبعينيات العقيمة الخانقة إلى الفضاء الوطني المدني اللانهائي، فالوطن ليس فكرة رومانسية عابرة بل ضرورة تطورية وحاجة إنسانية ملحّة!
هذا البزوغ الباهر للهوية الوطنية السعودية يؤكد أن ثمة تحولاً دراماتيكياً قد بدأ للتو في المناخ السياسي الذهني لهذا المجتمع، دون نكران أو تجاهل أن دول الشر وما يسمى بالمعارضة ستبذل كل ما في وسعها لمحاولة إجهاض هذا المشروع وكبح هذا التطور وإيقافه وتشويهه.
التيار المدني الوطنياتي السعودي هو الشعب. هو الأكثرية الصامتة التي أخذت تنطق وتنطلق ماضية في الركب خلف ملكها وأميرها ولي عهده إذ يقودان التحولات، أما التيار المعارض فهو الأقلية الناطقة التي أخذت تفقد الصوت!
هذا ليس طرحا رغائبياً بالتمني، بل رصداً لمراحل تشكل وتطور الهوية الاجتماعية السعودية وجدلية دينامياتها الكامنة والمتراكمة والواعدة. يقول كارل ماركس: “إن الناس هم الذين يصنعون تاريخهم الخاص؛ إلا أنهم لا يفعلون ذلك عشوائياً ضمن شروط من اختيارهم، بل ضمن شروط معطاة مسبقاً وموروثة من الماضي”.
وفي الوقت نفسه، فإن النزعة الحضارية الاجتماعية الكامنة في الشخصية السعودية، العابرة للطبقة والدين والعرق، وللمذاهب والأحزاب باتت تؤسس اليوم فعلها الأول في خارطة المستقبل على كافة الأصعدة. فالفرد السعودي راديكالي بتكوينه النفسي، وإذا ثُلم كبرياؤه الوطني لمدة طويلة، علمانياً أو إسلامياً، تفجرت حضاريته الإصلاحية! على عكس أصحاب المشاريع والرؤى الضيقة والعقول المتحجرة المنغلقة، لفيف ما يسمى المعارضة السعودية أولئك لا يعرفون كل ذلك لأنهم بلا تراث وطنياتي، وبلا جذور نابتة في ثقافة المجتمع، ولأنهم جماعات معلبة مصطنعة لم تنتج عن المسارات السوسيوسياسية التي نشأت منها فكرة “المملكة العربية السعودية”!