أعلان 300×250

تخيلوا لو أختفى الجيش البرتقالي عن مدننا .. ماذا ستكون النتيجة ؟! عمال النظافة ودورهم في حياتنا (فيديو)

عدن الخبر
منوعات

صحيفة ((عدن الخبر)) إعداد القاضي أنيس جمعان :

*▪️النظافة هو مصطلح علمي وصحي واجتماعي يطلق عندما يكون الانسان والبيئة المحيطة به من الماديات وغيرها في حالة خلو تام من أي وساخ، وقد أطلق اليونانيون علي النظافة أسم فن الصحة، والإسلام هو دين النظافة والطهارة، وقد حثنا على كل ما هو يدعو للجمال والحق والخير، وكجزء من إيماننا باللَّه حثنا أيضاً على قيمة النظافة باعتبارها من أهم عوامل السلوك الحضاري ومن أهم مقومات العيش الكريم، وجاء هذا الأمر واضحاً في سورة التوبة في قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).[التوبة: 108]، وقد أعتبر الاسلام النظافة عبادة يؤجر عليها المسلم، كما أعتبرها شرطاً أساسياً لقبول الصلاة وصحتها، وحثنا على نظافة أجسادنا وبيوتنا كجزء من عقيدة المسلم وإيمانه باللَّه تعالى، وتعتبر النظافة أمراً ضرورياً للصحة والعافية الجيدة بشكل عام لأنها تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض والحالات الطبية التي تسببها آثار سوء النظافة، وهناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة التي تحثنا على نظافة الجسد ونظافة البيت الذي نعيش فيه، وقد وردت عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيراً من هذه الأحاديث، فقد روى الترمذي عن سعدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)).*

*▪️عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نظرت في الجنة فرأيت فيها عبدًا لم يعمل من الخير شيئًا، فقلت: في نفسي: ما شكَر الله لهذا العبد حتى أدخله الجنة؟ فقيل لي: يا محمد، إن هذا كان يرفع الأذى عن طريق المسلمين يريد به وجه الله، فشكر الله له ذلك فأدخله الجنة).[ الراوي: ابن شاهين].*

*▪️عمال النظافة هم وجوه نراها كل يوم منذ وقت الفجر أول النهار حتى آخر اليوم في الظهر وحر الشمس يلفح الوجوه، فئة بنظر الكثير من الناس أنّها دونية لا ترقى للمستوى، ويتقززون منهم وهناك من يحتقرهم ومنهم من لا يتوانى عن توبيخهم، وهناك من ينظر إليهم بعين الرحمة يحترمهم ويشفق عليهم ويقدرهم، تلك الفئة المتعبة المنهكة في هذه الدنيا التي تفيق قبيل الفجر في ساعات الليل حتى يعملوا على راحتنا، ينظفون لنا الطريق وأمام منازلنا وشوارعنا، و لولاهم لامتلأت البلاد بالأمراض والأوبئة وهلك الناس وأستحالت الحياة بدونهم، هناك العديد من الناس لا يدركون حجم مخاطر التنظيف والأمراض التي يتعرض لها عامل النظافة من بكتيريا وسموم، وأن جهلنا بهذه المخاطر هو السبب الرئيسي لعدم تفهمنا عملهم، فعمال النظافة مجهولون، يبذلون أعمارهم وأوقاتهم بأجور قليلة، بعيداً عن عدم تعاون المجتمع معهم، والنظرة الفقيرة التي تلحق بهم من قبل الناس، مما جعل مهنة النظافة عملاً يخشاه بعضهم وعملاً يمارسه بعضهم الآخر على أستحياء وخيفة من كلام الناس.*

*▪️لقد حظي عامل النظافة بكل الأحترام والحب لدوره الكبير في نظافة المجتمع، فهم يعملون ليلاً نهاراً فقط من أجل إظهار الوجه الجميل لمدننا ويجعل منها مكاناً صالحاً للعيش، وقبيل الفجر في ساعات الليل البهيم المفعم بالسواد وحتى الصباح الباكر نجدهم هناك، وهم فئة محقورة يتقزز أغلب الناس من مهنتهم وينفرون منها تحمل مسمى عمال النظافة أو مهنة الزبالة البعض يدعوهم زبالين والبعض كناسيين والبعض يدعونهم بعمال النظافة من باب تلطيف العبارة، يرتدون زياً برتقالياً، في معظم الدول، هؤلاء الذي يفيقون والناس نيام يعملون على إماطة الأذى عن الطريق وهي سنة من سنن ديننا الحنيف، يا لها من مهنة شريفه شرفها ربي بالأجر العظيم لما يقدمون للبشرية من تضحية بالروح والنفس كالجهاد في سبيل تأدية عملهم.*

*▪️قد يغفل الكثير عن الدور المحفوف بالمخاطر لجنود الجيش البرتقالي المجهولين عمال النظافة صُنّاع الجمال والطهارة أصحاب السواعد الفولاذية والأيادي الخشنة السخية بالعطاء الذي لا ينضب بسخائه من هم على خط المواجهة في مواجهة الأمراض، وخاصة بعد خطورة تداعيات شبح فايروس كورونا والذين يعملوا ساعات متواصلة في المستشفيات والعيادات والحجر الصحي وغيره بكل تفاني وإخلاص من أجل توفير بيئة نظيفة خالية من الأمراض وهؤلاء الابطال المجهولين العيون ساهرة على نظافة البيئة لا يقلون أهمية في دورهم وتأدية واجبهم تجاه وطنهم عن غيرهم فهم كما قال الكاتب سامي ابراهيم فودة يشكلون بعد الجيش الأبيض الطبي خط الدفاع الثاني خلال الحرب على وباء كوفيد-19.كورونا.*

*▪️إن عمال النظافة الغير مرئيين عن أعين الجمهور الغافل الكثير عن عطائهم، يقفون كحائط صد في الشوارع والميادين لا يلوذا من حرارة لهيب الصيف وسخونته والتي تسجل يومياً على جباهم وتلفح وجوههم ولا من زخات المطر التي تتساقط فوق رؤوسهم، علينا جميع أنصافهم، والأعتراف بأهميتهم، ويحسنوا معاملتهم، أقل شيء بابتسامة رفع القبعة إحتراماً لهم على دورهم في الحياة الاجتماعية الاهتمام والرعاية والدعم بهم من حيث تحسين أجورهم وظروفهم المعيشة والرعاية الصحية وتأمين شيخوختهم.*

*▪️أحترموا مهنة عامل النظافة وخففوا عنه الجهد في التنظيف على الأقل بإلقاء القمامة في مكانها وليس في الشارع، وعلموا أولادكم إحترام العامل وتقديره وأن يبتعدوا عن الإستهزاء به وأن يتعاملوا معه بذوق وأدب، وتخيلوا الحياة دون عمال النظافة ستعرفون قيمتهم، هؤلاء الذي يفيقون والناس نيام يعملون على إماطة الأذى عن الطريق، يا لها من مهنة شريفة شرفها ربي بالأجر العظيم لما يقدمون للبشرية من تضحية بالروح والنفس تماماً، هي شهادة يجب أن نسجلها لولا اللَّه ثم هؤلاء عمال النظافة لعمت الديار الوباء والشوارع القاذورات وأستحالت الحياة وهلك جميع خلق اللَّه فلهم منا عظيم الشكر والأمتنان.*

*▪️تحية إكبار وإجلال إلى هؤلاء الفرسان أصحاب الأيادي الخشنة الذين يعطوا ببذخ من أجل مجتمع حضاري نظيف خالي من الأمراض والأوبئة، والتي رآها خير البرية رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخشنة وممزقة من العمل فقال “هذه يد يحبها اللَّه ورسوله”.*

*▪️ختاماً .. لا تنسَ وأنت تمر على عامل نظافة شارعك أن تبتسم في وجهه، وتشكره على جميله، وتهديه قنينة ماء باردة تروي ظمأه والذي لولاه لكنت تئن تحت وطأة الروائح الكريهة.*.

—————————–
*▪️تم النشر في المدونة الثقافية في facebook بتاريخ 26 أغسطس 2022م من قبل القاضي أنيس جمعان*
*=============*

قد يعجبك ايضا