ثقافة إسلامية اِحْذرِ الفِيَلة في رمضان !!
عدن الخبر
منوعات
صحيفة ((عدن الخبر)) من صفحة القاضي أنيس جمعان :
*▪️قد تتعجب من العنوان لكن سيزول العجب حين أبيِّن المقصد !!*
*▪️ولنبدأ بسرد هذه القصة التي ستوضح عنوان السؤال، وهو من التراث العربي الإسلامي !!*
*▪️جلس الإمام مالك في المسجد النبوي كعادته يروي أحاديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، و الطلاب حوله يستمعون و يكتبون، فصاح صائح: جاء للمدينة فِيَل عظيم 🐘 ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فِيَلاً قبل ذلك، فالمدينة ليست موطناً للفِيَلة !!*
*▪️لو تأمَّلنا هذه القصة، لوجدنا أنَّ واحداً فقط من الحضور هو من عَلِمَ لماذا أتى .. وما هو هدفه ؟*
*▪️لذا لم يتشتت ولم يبدد طاقاته يمنة ويسرة، أما الآخرون فخرجوا يتفرجون، فانظر لعِظَمْ الفرق بينهم !!*
*▪️كانت رواية الإمام يحي بن يحي الليثي عن مالك هي المعتمد للموطأ، لذا نجد أن من حدد الهدف وأستعان بالله وصل، أمَّا غيره من الطلبة المتفرجين فلم يذكرهم لنا التاريخ، علماً بأن العلم والإيمان باقٍ والفِيَل كما في الرواية الأصلية لم يأتِ بعد، ولكن مجرد ذكر أسمه شغل الطلاب عن الإنصات لإمامهم الكبير !!*
*▪️وفي زماننا هذا يتكرر الفِيَل، ولكن بصور مختلفة، و بطرائق شتّى، وخصوصاً في شهر رمضان، فالناس في شهر رمضان صنفان :*
*(١) صنف قد حدّد هدفه، فهو يعلم ماذا يريد من رمضان، وما هي الثمرة التي يرجو تحصيلها !!*
*(٢) وصنف آخر غافل لاه مفرّط، تستهويه الكثير من أنواع الفِيَلة المختلفة !!*
*▪️فالقنوات الفضائية فِيَلة، والمسلسلات والأفلام فِيَلة، والأغاني والغيبة والنميمة، وأنواع المحرمات فِيَلة، والمضيعون للأوقات فِيَلة في (السوشيال ميديا) في الفيسبوك (facebook)، والواتساب (whatsapp)، واليوتيوب (youtube)، والتيك توك (TikTok)، والإنستجرام (Instagram)، وغيرهم من أعظم فِيَلة هذا الزمان !!*
*▪️الآن أقبل شهر رمضان بروحانيته، حدِّد هدفك فيه، وأستعن بالله ولا تتشتت، ولن تقف عاجزاً عن فعل الخيرات في هذا الشهر الفصيل لكي لا تندم، فإن المحروم من حُرم العطايا في موسم الأجور، والمغبون من ضيع السلعة الغالية بالثمن البخس !!*
*▪️اِحْذرِ الفِيَلة وبريقها، لإنه سيسلب منك أفضل أوقات العبادة في شهر رمضان، وتضيع أوقاتك في مالا يفيدك، ويضرك، وعليك أن تحدد طريقك وتتخذ من فكر الإمام يحيى بن يحيي الليثي طريقاً ونبراساً لك وهدفاً على الأقل في شهر رمضان المبارك !!*
*▪️اِحْذرِ إنَّها أفيال، و لا تَسِر في هذا الطريق، و الأصطدام بها قد لا ينفعُك كثيراً، لأن السير في درْب الأفيال يؤدِّي إلى اللقاء بها في النهاية، إنَّ تلك الأفيال إذا وصلتْ إليك، حطَّمت ترتيب برامجك، وبعثَرت أوراقك !!*
*▪️ختاماً .. ما أكثر الفِيَلة في شهر رمضان، فاحذر الفِيَلة وبريقها، فإنها ستسلب منك أفضل أوقات العام، وأعلم أن بداخل كل فرد فينا الإرادة الكافية ليحدد طريقه، إما يبقى مع أهل العلم والأستزادة منهم، وإما يسارعون لمشاهدة الفِيَل القادم !!*
*▪️قد يرى البعض في حكاية الفِيَلة تشدداً أو تطرفاً في التفكير، بمعنى تحجيم الخيارات وليس تعددها، فإما مع الإمام لكي تكون صالحاً أو تاركاً له لتكون طالحاً، والخيار متروك للجميع ليحدد مصيره !!*
*▪️نسأل اللَّه عز وجل أن نكون جميعاً من الفائزين المقبولين في رمضان وغيره .. اللَّهُمَّ آمين 🤲*
*▪️لا تنسونا من صالح دعائكم 🤲*
*▪️تم النشر في صفحة ثقافة إسلامية في facebook من قبل القاضي أنيس صالح جمعان..