سارقو الأجر في رمضان
عدن الخبر
كتابات حرة
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب جلال فضل :
عقدت العزم على عدم مشاهدة التلفاز والاعتكاف بقراءة القران وأداء فرائض رمضان والحمد لله فقد عانني الله سبحانه وتعالى في ذلك.
وعند مطالعتي لبعض الكتب والمقالات التي تتحدث عن فضل وفوائد شهر رمضان الفضيل .. أدهشني مقال رائع للكاتب المفكر الدكتور/ مصطفى محمود يرحمه الله بعنوان ” لماذا لا يحترم الأعلام العربي رمضان”؟ قال فيها:
لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلا من شهر روحاني ؟ لست شيخا ولا داعية ، ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتي تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان … كنت طفلا صغيرا ناقما على أمي التي منعتني وإخوتي من مشاهدة فوازير بينما يتابعها كل أصدقائي .. ولم يشف غليلي إجابة والدتي المقتضبة “رمضان شهر عبادة مش فوازير!” لم أكن أفهم منطق أمي الذي كنت كطفل أعتبره تشددا في الدين لا فائدة منه .. فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير على شهر رمضان؟ من منكم سيدير جهاز التلفاز ليواجه الحائط في رمضان؟
مرت السنوات وأخذتني دوامة الحياة وغطى ضجيج معارك الدراسة والعمل على همسة سؤالي الطفولي حتى أراد الله أن تأتيني الإجابة على هذا السؤال من رجل مسن غير متعلم في الركن الآخر من الكرة الأرضية ، كان ذلك الرجل هو عامل أمريكي في محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود في طريق عملي وفي اليوم الذي يسبق يوم الكريسماس دخلت لشراء القهوة كعادتي فإذا بي أجد ذلك الرجل منهمكا في وضع أقفال على ثلاجة الخمور ،وعندما عاد للـ (كاشير) لمحاسبتي على القهوة سألته وكنت حديث عهد بقوانين أمريكا :
”لماذا تضع أقفالا على هذه الثلاجة؟؟” فأجابني: “هذه ثلاجة الخمور وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح” نظرت إليه مندهشا قائلا : أليست أمريكا دولة علمانية .. لماذا تتدخل الدولة في شيء مثل ذلك؟ فقال الرجل :”الاحترام.. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متدينا .. إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء” الاحترام … (الاحترام) ظلت هذه الكلمة تدور في عقلي لأيام وأيام بعد هذه الليلة … فالخمر غير محرم عند كثير من المذاهب المسيحية في أمريكا.. ولكن المسألة ليست مسألة حلال او حرام.. إنها مسألة احترام..فهم ينظرون الكريسماس بميلاد المسيح عليه السلام.. وليس من الاحترام السكر في معية ذلك الضيف..فلتسكر ولتعربد في يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك.. أنت حر.. ولكن في هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف وستضع الدولة قانونا !.
أتمنى أن نحترم شهر رمضان المبارك.. ونعرف ماذا نشاهد ؟.
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خير منها
“ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب”.
نحن على قناعة أن أعلامنا نزع مفردة الاحترام من قاموسه.. ويتجلى في سارقو الأجر برمضان .
سلمكم الله وعافاكم
من
جلال فضل