نعم التسامح سلوك سامي ومطلوب .. ولكن بعد إقرار الظالم بخطأھ وقيامھ بتصحيحة وعدم تكرارھ
عدن الخبر
كتابات حرة
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب د. عمر عيدروس السقاف :
شكراً للقادة والشيوخ والنشطاء الذين تفاعلوا إيجاباً مع منشورنا السابق المرفق بفيديو وزير خارجية عمان ، وماتضمنھ من تساؤلات مشروعة .. وھو مادفعنا لنلحقھ بھذا المنشور :
للأسف الشديد فإن أغلب القيادات الذي قاموا بكتابة التأريخ لم يجيبوا على تلك التساؤلات التي اطلقناھا في منشورنا السابق ، وبدأ كثير مماكُتب مجرد كتابات سردية لبعض المحطات التاريخية وعكست كونھا لازالت مقيدة بقيد الضروف السياسية والمصالح الذاتية المرتبطة بھا ..
بل وكثير مما كُتِب ويُكتَب لايعدو عن كونھ مجرد ذر الرماد في عيون الأجيال حتى لايبصروا حقيقة التأريخ وأخطاء الماضي ليتجنبوا تكرارھا ، بل ويعمدون تلميع تلك الأخطاء وجعل الأجيال تطبل لھا وتتوارث تحمل وزرھا دون أن يشعرون ..!
اني لا أتخيل ان يصل الأمر بأبناء يمجدون قادة او نظام مرحلة ما أباد آبائھم وشرد اسرھم وبث الفتنة بينھم وبين محيطھم الإجتماعي والإقليمي وجلب لھم العداء من كل حدبٍ وصوب وصادر حقوقھم المشروعة وحرمھم من أبسط حقوق المواطنة .. وان يستمروا في التصفيق والتلميع والتمجيد لمن يكرر اليوم نفس تلك الجرائم بحقھم وبنفس الألاعيب السياسية الخبيثة والشعارات الوطنية الزائفة ..
نعم التسامح قيمة سامية ومطلوب ولكن كيف يتسامح المظلومين مع قوم لم يعترفوا بخطأھم ولازالوا يمارسوا مظالمھم واخطائھم بحق جيل الأبناء والأحفاد كما مارسوھا بحق جيل الآباء . ؟!
فھل يعقل ان يبلغ سحر زيف الظالمين حد اندفاع المظلومين للدفاع عنھم وليس التضحية بحقوقھم دفاعاً عنھم وحسب بل والتضحية بأرواحھم أيضاً لينعموا ھم وأبناءھم وحواشيحھم بالحياة ورغد العيش ..
وكل ذلك بسبب ذلك الزور والكذب والتدليس والخداع والمتاجرة بعاطفة العامة ، وبما يحكر مصلحة شعب في شخص او أشخاص وحواشيھم وتقزيم وطن عظيم ليكون بمقاسھم ..
وھذا التجھيل الذي يقودھ منتفعين من اصحاب الشھادات العالية جعل العامة لايدركون ان الجيران لازالوا يعاملوننا وفق تلك الخطايا التي لازلنا نعكس لھم اننا ماضين فيھا ونفخر بھا ونعتبرھا من البصمات المضيئة بتأريخنا وھي اسود من ظلمة الليل الحالك السواد للأسف الشديد .
اعلموا جيداً ان من يمجد ويلمع اي قائد او مكون او حزب يمارس نھج الإقصاء والتفرد والإستحواذ بحقھ وحق غالبية شعبھ ، فمن يفعل ذلك لن ينال الإحترام لا وطنياً ولاخارجياً .. ولا يمكن لأي وطني حر ان يقبل ان يعكس أن ذلك موقف عامة او اغلبية الشعب حتى لايضع شعبنا موضع احتقار ويتم تعامل الآخرين معھ بما يستحقھ وماوضع نفسھ فيھ ..
لھذا نقولھا وقولوھا معنا لا والف لا وليس منا من يمارس بحقنا تلك الممارسات الشاذة ولسنا معھ ولايمثلنا ولايمثل شعبنا لا من قريبٍ ولا من بعيد وفليسجل التأريخ والمؤرخين ذلك ..
ولاتقبلوا من أياً من العبيد الممثلين لاحقاً ان يظھر رفضھ لذلك بعد الإطاحة بأسيادھ الطغاة او انتھاء مصلحتة معھم او اشتراھ غيرھم بعد ان قضى دھراً في التطبيل لھم والتعيش معھم على حساب الشعب والوطن ..
والقبول بھذا الإستغفال ھو ماجعل الكثير من الأراذل يتقدمون صفوف كل المراحل .. بما فيھا مرحلتنا الحالية ويمارسون نفس الموبغات والجرائم الإقصائية والإذلالية بحقنا وبحق احرار وعموم شعبنا لان اللعبة ماشية معھم عسل إلى حد إن كل منھم يولي من ھم من صنفھ الرذيل ..
وللأسف فإن القوى المعادية لشعبنا تدعم وتؤازر ذلك كونھا لاتريد لشعبنا الخير ولا السلام المستدام الذي يتبجحون بالعمل لأجلھ ويسلكون مايفضي لنقيضھ ..
الدكتور عمر عيدروس السقاف
رئيس الھيئة الشعبية الجنوبية