إبراهيم الصارطي يكتب: ياعزيزي كلهم لصوص:
عدن الخبر
كتابات حرة
إعلام عدن الخبر
((ملوك الظلام))
ملوك في الظلام …….
لا يختلف اثنان في اليمن شمالا و جنوبا ان الفساد اصبح ثقافة عامة و اسلوب حياة لدى كل من يتولى منصب قيادي في السلطة مابعد الوحدة 1990 ،،
بل انه تحول من ظاهرة خاصة بكبار القادة و الوزراء و من حولهم من المسؤولين الى ثقافة عامة منتشرة كالداء السرطاني من قمة رأس الحكم و حتى اصغر مسؤول في اقصى منطقة نائية من البلاد !!!
كانت السلطة اليسارية في اليمن الجنوبي برغم كل اخفاقاتها الاقتصادية و السياسية تتنتهج سياسة معادية للفساد الحكومي و المجتمعي و تحارب كل اشكاله، و اصبحت تلك ثقافة عامة للناس لدرجة ان المجتمع يرفض تماما التعامل مع اي فرد عرف انه ارتكاب جريمة اختلاس او رشوة بسيطة في لحظة ضعف ما في حياته و يتحول الى شخصا منبوذا حتى من عائلته !
لكن تلك الثقافة في الجنوب تغيرت تماما مابعد 1994،
و انتشرت بدلا عنها ظاهرة الفساد كالنار في الهشيم خصوصا بين كبار مسؤولي الحكم لدرجة ان النخب الجنوبية قد تفوقت على اساتذتها الشمالية في اشكال و طرق الفساد و اصبحت اكثر بشاعة و وحشية مثل جائعا رأى مأدبة طعام فاخرة لأول مرة في حياته ! ،
سألت احد الاصدقاء قبل عدة سنوات ممن تولوا المسؤولية سابقا عن احد اصدقائنا الذي اصبح وزيرا ،، سألته مستغربا ماذا حدث لصاحبنا الوزير ؟
لقد تغير سلوكه خلال فترة قصيرة من تولية الوزارة ! ،
و اصبح مهتما فقط بالنفاق الإعلامي و حركات البزنس شو بينما لم يقدم اي شئ عملي يمكن ان يذكره به الناس بعكس ما كنا نتوقع منه ؟
اجابني صديقي ” ياعزيزي كلهم لصوص ”
رفضت اجابته و قلت له لا يمكن ان اصدق ذلك فأنا اعرفه جيدا !
قالي لي موضحا ”
ماذا تتوقع عندما تضع تفاحة سليمة وسط مئة تفاحة فاسدة !
و تابع كلامه قائلا ”
” صاحبنا مرت عليه ايام صعبة في الماضي و ادرك الآن ان ليس لديه كثيرا من الوقت لكي يستغل موقعه في جني اكبر مكاسب مادية ، و هو يعلم ان ذلك هو شأن كل زملائه من المسؤولين ، لقد اصبحت عملية السطو على المال العام عن طريق السمسرة و و المنح و الأراضي و العقارات امرا مباحا و ميزة طبيعية لمن يتولى اي منصب قيادي او وزاري في اليمن و صاحبنا ليس استثناءا ،!
هو ليس تشي جيفارا زمنه ،
هو مجرد شخصا انتهز الفرصة المناسبة في الوقت المناسب مثله مثل غيره ..
ياعزيزي هذا واقعنا الردئ بكل اسف ،
و الفاجعة الكبرى أنهم مستعدين حتى للتخلي عن كرامتهم الشخصية و الوطنية للحصول على دعم من يأتي بهم الى مواقع النهب في السلطة ، سيعملون اي شئ لا تتخيله لضمان كرسي مسؤولية مريح يوفر لهم اعلى المكاسب المادية !!!
حتى القادة الذين يسمون انفسهم معارضة او قادة مقاومة تحررية غرقوا في وحل الفساد خلال سنوات قليلة ” !!
لم استطع ان ارد على كلامه فلقد افحمني منطقه تماما ، و اقتنعت من وقتها ان ذلك هو الواقع الذي تعيشه بلدنا الفقيرة المنهوبة و المظلومة من نخبتها و قادتها قبل خصومها ،
تلك هي النتيجة الحتمية عندما تحكمك وحوشا آدمية و مصاصي دماء تحيا و تكبر على حساب ملايين الجوعى و المرضى في وطن البؤساء ،..
حقا إنها مأسآة لا تنتهي ،
و طريقا طويلا مظلما ،،
بلا أي أمل بفجر جديد ….☹️
صحيفه عدن الخبر الالكترونيه