أعلان 300×250

قيمة الاحكام..!!

عدن الخبر
مقالات

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد :

الكثير من الناس تسأل عن الحكم القضائي ، ولكن القليل من الناس من يعرف قيمة هذا الحكم القضائي ، فالحكم القضائي هو بذاته حجة و مفرداته تبنى عليها الحقوق ، ليس من السهل بناء الحكم القضائي قياسا فقط على ماجاء به من المفردات و ما تضمنه من النصوص القانونيه ، بل يتم صياغة و بناء هذا الحكم استنادا الى قناعة القاضي , والتي بنيت بعد ساعات وايام وشهور من المعاناة مابين مرافعة من هنا وردا من هناك وطلب من هذا وطلبا من ذاك ودفعا من هذا و ردا من ذاك ، بينهما يتفنن الخصوم في استخدام واتقان خاصية الصراخ و بأعلى مافي نبراتهم من الاصوات ، فارتفاع الصوت لايجدب مطلقا الاهتمام و لا يلفت مطلقا الانتباه ، ولا يمكنه باي حال الثاتير على قناعة القاضي ، كما أن الصراخ بحد ذاته ليس بالحجه التي يقتنع بها القاضي ، كما لا تاخد الدموع مكان الحجه و لو فاضت في شدة ذروتها إلى عنان السماء ، كما أن الدعاوى لو أتقن المحامون فن صياغتها باستخدام اجمل واقوى انواع المفردات واستخدموا في بناءها أكثر التقنيات تطورا وحداثة في الإقناع ليست بحجه مالم يرافقها برهان .
فبناء الحكم يستنزف الكثير من الجهد والوقت فبناء القناعه ليست بالأمر اليسير فهي بحاجة الى البرهان في زمان امتهن الناس أكثر الأساليب احترافية في محاولات التشويش على قناعة القاضي عبر صناعة الادله التي ظاهرها التشويش وباطنها العدم في ظل فساد بعض المؤسسات في التواطوء بتمرير وغض الطرف عن مثل هكذا مستندات ، فيعيش القاضي ساعات من المعاناة في محاولة صادقه في وزن كل هذه الادله على ميزان العدل ويظل في انتباه وتركيز شديد ، حتى يرجح ذاك الميزان لصالح هذا النفر أو ذاك و يهتدي بهذا القاضي الى الحق ليبني على أساس هذا الحق قناعته ويختار بكل صبر و عنايه مفرداته ، فكل كلمة في الحكم لها وزنها وقيمتها في بيان الحق ، فيبداء بصياغة مفردات ومنطوق الحكم وهو يبتهل إلى الله بالدعاء متمنيا أن يكون اجتهاده قد جاء موافقا للحق..
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه

قد يعجبك ايضا