#الوطن_يساوي_حذاء!!

عدن الخبر
ثقافة وادب

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب محمدالماغوط
إعلام عدن الخبر :

– القاضي: هل كنت بتاريخ كذا، ويوم كذا، تنادي في الساحات العامة، والشوارع المزدحمة، بأن الوطن يساوي حذاء؟
– المتهم: نعم
– القاضي: وأمام طوابير العمال والفلاحين؟
– المتهم: نعم
– القاضي: وأمام تماثيل الأبطال، وفي مقابر الشهداء؟
– المتهم: نعم
– القاضي: وأمام مراكز التطوع والمحاربين القدماء؟
– المتهم: نعم
– القاضي: وأمام أفواج السياح، والمتنزهين؟
– المتهم: نعم
– القاضي: وأمام دور الصحف، ووكالات الأنباء؟
– المتهم: نعم
– القاضي: الوطن.. حلم الطفولة، وذكريات الشيخوخة، وهاجس الشباب، ومقبرة الغزاة والطامعين، والمفتدى بكل غالِِ ورخيص، لا يساوي بنظرك أكثر من حذاء؟.. لماذا ؟ لماذا ؟
– المتهم: لقد كنت حافياً يا سيدي.

من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً.
من الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين.
من الغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت.
من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي.
الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة، لا مسببات الموت، والإنتماء كذبة اخترعها الساسة لنموت من أجلهم!
لا أؤمن بالموت من أجل الوطن، الوطن لا يخسر أبداً، نحن الخاسرون.
عندما يبتلى الوطن بالحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه، وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم!
عليك أن تفهم أنفي وطني تمتلئ صدور الأبطال بالرصاص وتمتلئ بطون الخونة بالأموال، ويموت من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة.
(واقع مؤلم )

قد يعجبك ايضا