رد الرئيس علي ناصر محمد على المستشار مدرم أبوسراج ماذا قال..؟
عدن الخبر
اخبار وتقارير
صحيفة ((عدن الخبر)) القاهرة :
تشغلنا أحوال اخواننا في غزة وهذا الاهتمام كَبُرَ معنا يوما بعد يوم حتى أصبح جزء من سمات شخصيتنا.
متابعتنا لاخبار فلسطين خلقت نقاش مستمر وفتحت مساحات لطرح معلومات قد تكون جديدة على البعض.
لهذا كان من المهم طرح ما كتبه الرئيس السابق علي ناصر محمد ، واليكم نصه :
العزيز الاخ المناضل مدرم أبو سراج
تابعتُ الحوار في الفديو الذي أرسلتموه لنا والذي جرى بين شخصيتين عربيتين في أحد القنوات الفضائية، الذي يتحدث عن دولة اسرائيل وينفي وجود الفلسطنيين على أرضهم.
يحزنني هذا الحوار الخطير المستفز لمشاعر الشعب الفلسطيني الصامد منذ 1948 وحتى اليوم.
وللعلم أن فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان يسكن فيها الالاف من اليهود المتعايشين مع الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين، ولدوا فيها ولم يهاجروا اليها من خارج فلسطين، كالموجات التي جاءت قبل وبعد 1948، بدعم بريطاني وأميركي وفرنسي وغيرها من الدول المؤيدة لقيام دولة اسرائيل على أرض فلسطين وبدعم من الحركة الصهيونية العالمية بقيادة هرتزل والمنظمات اليهودية.
والتي قال عنها الشاعر الكبير نزار قباني في قصيدته (راشيل)
“وأقبلتْ من شرق أوروبا مع الصباح
سفينة تلعنها الرياح
من شرق بولندا من النمسا من اسنطبول من براق
جاؤوا الى موطننا الصغير
فليعلم الصغار حكاية الأرض التي ضيعها الكبار
والامم المتحدة”.
وللعلم كان في اليمن يوجد حوالي 100 ألف يهودي يمني أكثر مما كان يوجد داخل فلسطين هؤلاء من اليهود اليمنيين الذين تمسكوا بديانتهم بعد أن اعتنقت اليمن اليهودية قبل الاسلام،
فهؤلاء هم امتداد لليمنيين الاصل، ولكن كانوا يحظون باحترام السكان باعتبارهم جزء من السكان الذين يتعايشون معهم بسلام بل أنهم كانوا يحظون بحماية القبائل والمواطنين في اليمن.
وماعلاقتهم بفلسطين التي نقلوا اليها قسراً بقرار بريطاني أوروبي وبدعم المنظمات اليهودية التي أشرفت ومولت الهجرة إلى فلسطين، وهكذا بالنسبة لبقية اليهود في المنطقة العربية.
ونتسائل ماهي علاقة الاثيوبيين السود (الفلاشة) بفلسطين؟ وماهي علاقة الاوربيين الذين جاءوا من اوروبا الى فلسطين؟
وغيرهم، فلا شيء يجمعهم لا لون ولا ثقافة ولا تاريخ ولا أرض.
فبعض اليهود الذين جاؤا الى فلسطين لا زالوا يحملون جوازاتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم الذي جاؤوا بهم
فاليهود اليمنيين في اسرائيل لا زالوا يحنون لليمن وللتراث اليمني والعادات والتقاليد اليمنية ويغنون الأغاني اليمنية وهذا ينطبق على معظم الذين هاجروا.
فالديانة ليست وطن
كاليهودية أو المسيحية او الاسلام وغيرها من الديانات.
فهل كل من اعتنق الاسلام يعود الى مكة والمدينة؟
وكل من اعتنق المسيحية يعود الى فلسطين؟
باعتبار الديانة انطلقت منها
ماعلاقة المسلمين في الصين بمكة والمدينة ؟
فهل عليهم العودة اليها؟
هؤلاء اليهود جاؤوا الى فلسطين بقرار غربي ليزرعوا كياناً موالي لهم في قلب الوطن العربي بعد المؤتمر الصهيوني الأول بقيادة هرتزل في بازل عام 1897 واتخذ المؤتمر الصهيوني حينها قرارات منها أنهم سيقيمون دولة في فلسطين بعد 5 سنوات أو 50 سنة وهذا ما حصل عام 1948 في غفلة من التاريخ العربي والاسلامي.
ومع الأسف أن اليوم بعض العرب يدافعون عن الحركة الصهيونية والدولة العبرية، ولا يدافعون عن الشعب الفلسطيني العربي المسلم الذي يجري تهجيره وتدميره منذ 1948 وحتى اليوم وآخرها ما يجري من حرب إبادة في غزة الصامدة.
في القرآن الكريم ورد آية من سورة الاسراء ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى)
صدق الله العظيم