ثمن الحرية..
عدن الخبر
كتابات حرة
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد :
احيانا قد نرى وحوشا على غير حقيقتها بعد ان تكون هده الوحوش قد خضعت لسلسلة من عمليات التجميل الدقيقه و التي تضمنت تغير بعض تفاصيل ومعالم الوجوه لهذه الوحوش واستبدالها بوجوه جديده تكون اقرب الى البراءه سواء في مقالها او اشكالها ولم يكتفوا بذلك بل قاموا باستخدام بعض مساحيق التجميل لاخفاء الندوب الناتجه عن هكذا عمليات حتى تكون النتيجه فوق الوصف.
لكن كل هذه الجهود المضنيه والذي بدلها الاعلام الغربي لاظهار الغرب بثوب البراءه قد انتهت بالفشل الذريع وانكشف المستور ، فقد اظهرت الحرب الذي تشن على غزه كل الوحوش على حقيقتها سواء كانت هذه الوحوش على هيئة دول مثل الدول الغربيه او على هيئة منظمات مثل منظمة الامم المتحده وجميع المنظمات المتفرعه عنها ، فالكل ظهر على شاكلته واعطى علنا او سرا الضوء الاخضر لقصف غزه وبهذا الشكل الوحشي،.
مارفع الراس في هذا الحرب على الرغم من القصف الوحشي وبكل ماانتجته التقنيه والعلوم الحديثه من اسلحه ، الا اني لم ارى رايه بيضاء واحده ترفع من مقاتلي حماس كتلك الذي دابت الجيوش العربيه على رفعها في مثل هذه المعارك ، فهذه المعركه مهما كانت نتيجتها ستحدث رعبا لدى الكيان الصهيوني والغرب لان الكيان الصهيوني واجه نوعيه جديده من المقاتلين لم يسبق ان واجههم ، الذين يقاتلون بشراسه طلبا للموت وليس طلبا للنياشين ولم تفزعهم كمية الصواريخ التي اسقطت عليهم والتي يقدرها الخبراء العسكريين بانها من حيث القوه تعادل قوة القنبله الذريه التي القيت على هيروشيما ونجازاكي.
لقد صعق الكيان الصهيوني من هذا الصمود الذي لم يرى له مثيل واستعان باساطيل الولايات المتحده والغرب حتى يحمي ظهره من عدو وهمي لا يستطيع ان يتهنجم الا عبر وسائل الاعلام ، ليتفرغ هو في الاستحمام في دماء المدنيين من سكان قطاع غزه الابرياء تحت تصفيق شديد وتشجيع مريع من الغرب تحت ذريعة حق الدفاع عن النفس.
ان مافعله الفلسطينيون هو انهم قاموا بايقاظ دول العالم الذي غفل عن حل الدولتين واصبح يضع القضيه الفلسطينيه على هامش اهتمام العالم ، ليقلبوا الطاوله و يضعوا قضيتهم في صلب اهتمام العالم ، لقد بات الجميع يذرك الان ان حل اادولتين هو الافضل لحل هذا الصراع وان فتره انتقاليه يجب ان تعقب هذه الحرب لجعل هذا الحل واقعا، بل ان بعض الدول الاوربيه اصبحت تفكر وبصوت مسموع في الاعتراف بالدوله الفلسطينيه.
ختاما كل الحروب تؤدي الى ننائج تسفر عن اخضاع دوله لارادة دوله اخرى الا هذه الحرب والذي ستشهد باذن الله ولادة دوله ، صحيح ان غزه قد نزفت الكثير من اادماء ولكن فاتورة الحريه غاليه لا تدفع الا بالدماء..
القاضي اادكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه..