تجمع القوى المدنية لـ”سبوتنيك”: أمريكا دخلت المستنقع اليمني مبكرا وحرب غزة أعادتنا لما قبل 1973م
عدن الخبر
اخبار محلية
صحيفة ((عدن الخبر)) سبوتنيك عربي :
أكد القيادي في الحراك السلمي، رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية في اليمن، عبد الكريم السعدي، أن “الأمريكيين دخلوا مستنقع اليمن مبكرا، وأن غزة بصمودها وتضحياتها قد أعادت عقارب الزمن إلى ماقبل حرب 1973″.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “لا شك أن المتغيرات الحالية تمثل صدى لتطورات تفرضها الأحداث في المنطقة وستكون لها انعكاساتها على المشهد برمته ، وأنه صار على العالم أن يبدأ من حيث تنتهي أحداث غزة ونتائجها إذا أراد سلامًا يرضي كافة الأطراف”.
وتابع السعدي: “فيما يخص الأمريكان والدخول إلى مستنقع اليمن ، أعتقد أن الأمريكان قد دخلوا هذا المستنقع مبكرا وليس من اليوم ، بل منذ بدء الحرب في اليمن ، فالمعروف أن أمريكا وبريطانيا يرعيان الأطراف الإقليمية التي تخوض الحرب في اليمن ، وأن ريع الحرب في اليمن سيصب في تعزيز مصالح الدولتين في نهاية الأمر في هذا البلد الذي يحتل موقعا جغرافيا هاما”.
وقال القيادي في الحراك السلمي الجنوبي: “إن تدخل الحوثي (أنصار الله) على خط المعركة رسميا في غزة لن يضيف جديدا فيما يتعلق بدخول الأمريكان إلى اليمن ، لكنه قد يشير إلى عدة ظواهر ، أهمها الإعلان الرسمي عن ميلاد جبهة جديدة تضاف إلى ما يسمى بمحور الممانعة أو المقاومة ، الذي يتعارض مع محور التطبيع والمهادنة الذي تقوده بعض الأنظمة العربية الرسمية”.
وأشار السعدي إلى أن “الموقف الحوثي إذا تطورت الأحداث في المنطقة قد يساهم في إخراج الصراع اليمني من دوائره الضيقة إلى دوائر أوسع ، قد تفضي إلى مشهد آخر جديد في الساحة اليمنية لا نستطيع التكهن بملامحه في الوقت الراهن ، وقبل أن ينقشع غبار معارك تياري الممانعة والتطبيع العربي ، حيث أننا نعتقد أن تيار التطبيع قد يخسر بعض مؤيديه الرسميين لصالح تيار الممانعة ، بعد أن خسر الرأي العام الشعبي بشكل كلي تقريبا”.
وأردف: “الحقيقة أن الوضع في غزة قد أعادنا جميعا إلى ما قبل اتفاقيات كامب ديفيد وما لحقها من اتفاقات منفردة ، كان هدفها الأول عزل الفلسطينيين وقضيتهم ومنح الكيان الصهيوني وراعيته الولايات المتحدة الأمريكية فرصة الاستفراد بهم والقضاء عليهم ، وطمس معالم قضيتهم الوطنية والعربية العادلة ، بل لا أبالغ إذا قلت أن غزة بصمودها وتضحياتها قد أعادت عقارب الزمن إلى ماقبل حرب 1973م ، وصار على العالم أن يبدأ من حيث تنتهي أحداث غزة ونتائجها إذا أراد سلامًا يرضي كافة الأطراف”.
وأكد السعدي أن “معركة تقودها مقاومة مثل “حماس” الفلسطينية وهي المحاصرة والمُحاربة من أقرب المقربين لها والتي تخوضها في مواجهة أكبر دولة في العالم (أمريكا) وأقذر احتلال في التاريخ (الاحتلال الصهيوني)، وتستمر كل هذا الوقت الذي تجاوز اليوم شهرا كاملا وتلحق بالعدو كل هذه الخسائر العسكرية والسياسية والنفسية، هي معركة ستعيد رسم الخارطة في المنطقة من جديد بشكل يفرض على المجتمع الدولي التعاطي معه إذا أراد هذا المجتمع عدم تكرار ما حدث ويحدث”.
ولفت القيادي الجنوبي إلى أن الوضع الراهن والمستجدات على الأرض تلزم القوى الدولية مثل روسيا والصين وغيرهما من القوى الدولية المؤثرة التحرك لإعادة تموضعها السياسي في هذه المنطقة، وعدم تركها فريسة للطرف الأمريكي المتغطرس الذي يريد فرض هيمنة القطب الواحد على العالم”.
وأعلنت جماعة “أنصار الله” اليمنية، الثلاثاء الماضي، عن “إطلاق عدد كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل”.
وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة التابعة لـ”أنصار الله”، العميد يحيى سريع، في كلمة له، إنه “كان لا بد للقوات المسلحة أن تقوم بواجبها بالتوكل على الله وانتصارًا للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني العزيز”.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، في وقت سابق، باعتراض طائرة من دون طيار قادمة من اليمن فوق البحر الأحمر، وقالت: “دوت صافرات الإنذار في إيلات، بعد اعتراض طائرة من دون طيار انطلقت من اليمن في البحر الأحمر”.
ومر شهر منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حركة “حماس” الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي وأسر ما يزيد على 200 آخرين.
وتشن إسرائيل حربًا شعواء تقصف فيها برًا وبحرًا وجوًا كل قطاع غزة، حيث قصفت المدارس والمستشفيات والمساجد، مستخدمة مئات الآلاف من الأطنان من القنابل الكبيرة والأسلحة الفتاكة.
وأسفر القصف عن سقوط أكثر من 9 آلاف و100 قتيل وأكثر من 23 ألف إصابة، فيما أدت المواجهات في الضفة الغربية إلى مقتل نحو 150 فلسطينيا وإصابة أكثر من 2200 آخرين..