…… انتبه لرصيدك من الأخطاء ….!
عدن الخبر
كتابات حرة
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد :
استوقفتني الاغنيه المصريه الشهيره السح الدح امبو ، فوقفت عند كلماتها وذهبت في التفكير عميقا محاولا تفسير معانيها و الوقوف عند المقاصد الذي لم يفصح عنها كاتبها ، فوجدت أن واقعنا يحاكي فعلا البعض من كلماتها بل إن هناك بعضا من الكلمات تصف واقعنا و بكل عوراته ، فقلت أن العيوب هي ذاتها في وطنا العربي الكبير فمثل هذه العيوب في أغلب البلدان العربيه يتم سترها و اخفائها و بعنايه ، أما في بلادنا فحدث ولا حرج فمثل هذه العيوب يتم المجاهره بها علنا و على قول أن لم تستحي فافعل ما تشاء ، والغريب أن كشف المستور في بلادنا يأتي مدويا و بقرار جمهوري فتكون الفضيحه هنا بجلاجل كما نحب أن نسميها بلغتنا العاميه..
كنت سبق و قد حلمت ببزوغ فجر جديد يلتئم فيه شمل الجميع ونكون جميعا على كلمة سواء نستعيد فيه قوتنا وهيبتنا ولكن الظاهر أن هذا الحلم قد جاء من باب أضغاث الاحلام ومعه غرب هذا الحلم الجميل و بسرعه على مرارة الواقع وانتهت معه امالنا مع أن البولنديين يحدثونك دائما و ينصحونك بقولهم بأن الامل هي الام الحنون للمغفلين . لم نستمع لنصائحهم لذلك جاء الواقع مثل الكابوس ليوقظنا من احلام اليقظه.
البعض دعاني جهارا بينما البعض الاخر دعاني و بواسطة ميكرفون عالي الترددات إلى حتمية السكوت و ما تبقى منهم تبنى ذات المعنى ولكن بالسر و الخفاء و بدون ميكرفون ، فقلت لماذا كل هذا الضجيج ، فالأمر لايستحق كل هذا العناء ، أن الأمر ليس متعلقا بي او بقلمي إنما الأمر متعلقا بنا جميعا كأعضاء في السلطه القضائيه ، فنحن اليوم نقف أمام لحظه تاريخيه مفصليه أما أن نقوم بتشكيل سلطه قضائيه بكافة مؤسساتها مبنيه على قواعد ونظام عام عادل منصف للجميع يكفل فرص متساويه في التعين وتقلد المناصب من دون أي تميز من حيث اللون أو العرق أو النسب ويضع نظام صارم يحترم فيه الجميع ، و أما أن نخضع و نرضى بما يحدث لنا و نترك الساحه لمن هب و دب.
ختاما ليس عيبا توجيه النصائح حتى ولو كانت هذه النصائح قاسيه و مؤلمه ، فالنصائح هي الوسيله المثاليه التي تجعلك تبصر وتعرف اخطائك ، فنحن البشر نقع جميعا في الأخطاء وهذا سيمتنا ولكن البعض منا يحب ليس تجاهل النصائح فقط إنما زيادة رصيده من الأخطاء.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه..