أعلان 300×250

الكلمات الأخيرة أخي أنا خائف٠٠٠

عدن الخبر
ثقافة وادب

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب احمد السيد عيدروس :

ليلة المأساة كانت أطول ليلة عاشها الشقيقين معاً
فقد كان الموت يداعب المدينة منذ المساء ومع الفجر أمسك بيدها ورماها في البحر

كان الشقيقين يضحكان حين تحرك منزلهما كأنه سفينة نحو البحر فلازالت تكتنفهما البرآءة
ولم يعلما أن هذه السفينة موشكة على الغرق فالماء يتسرب من نوافذ الطبقة الثانية حيث كانت غرفتهما
في البداية كانت روح الطفولة طاغية فقد كان الجو يصلح للعب وكانت لهما ضحكات مصحوبة بالدهشة من المشهد فالمنزل ينجرف مع التيار كأنه سفينة لكن حين بدأ المنزل بالإنهيار عرف كليهما أن عليهما الصراخ والبكاء والإستغاثة معاً لعل أحداً ينقذهما لكن لم يسمع صراخهم أحد٠

عاشا معاً ماتا معاً طفت أجسادهم البريئة معاً في مشهد يجسد قوة رابط الأخوة
فإعصار درنة أقتلع مباني خرسانية من أماكنها لكنه لم يستطع أن ينتزع الأخ من قبضة أخيه حتى بعد أن ماتا غرقاً في الأعصار ظلَّا معاً ولسان حالهما يقول

لم الحزن يادرنة المنسية فقد متنا سوية

أمي لقد بقينا معاً كما كنتي تقولين ولم نفترق
أمي لا تنتظرينا على العشاء فلن نعود
أمي لا تبحثي لنا عن دواء فلن يفيد
أمي لقد كانت ليلتنا الأولى في العراء قاسية
أمي ليتنا نعود إلى المنزل كي تجففي ملابسنا فنحن نشعر بالبرد
أمي لا توبخيننا لأن أجسادنا ممددة في الوحل فلم نستطع النهوض
أمي لا تغضبي منا إن سمعنا نداءك ولم نستطع أن نجري نحوك ونحتضنك للمرة الأخيرة ٠٠٠٠٠٠٠

إعصار دانيال ومأساة ليبيا ومدينة درنة

كتبه احمد السيد عيدروس

قد يعجبك ايضا