دخان منزلنا القديم
عدن الخبر
ثقافة وادب
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب احمد السيد عيدروس :
في الصباح ترسل أمي إلى السماء سحابة
فقد كان لموقدنا مهابة
فلا نعرف الجوع ولا نعرف الخضوع
فقد توسطنا السماء والأرض
وكنا إلى السماء أقرب
فالشمس تغيب خلف منزلنا
والجبل يركع تحت شرفتنا
منزلنا القديم لا يغضب
إن مزق الشمس الظلام
منزلنا القديم لا يغضب أن أغرقت السماء الخيام
فشموع منزلنا أحرقت عتمة الليل
وطاردت الظلام في الدروب وفي الحروب وفي الكروب
شموع منزلنا أضاءت حين غطى الشمس الغروب
وأحجار منزلنا تصدت للعاصفة الرعدية
وأخذت الإعصار أسير ورمت به خلف السد
فلا نريد أن تمن السماء علينا بالغد
فأمي ترسل كل يوم للسماء هدية
فدخان منزلنا سحابة رعدية
هذا الدخان يروي أساطير المكان
وينقش في السماء وشم الحنين
و يحتبس الشوق في العلية
يحرسه طيف يحن إلى الماضي
لطفلٍ يمسك لحيته البيضاء ويقول لمن هذا الجسد الهرم
فلا زال هناك طفل يجري في داخله نحو الماضي ونحو منزلنا القديم
أهداء إلى د. قائد غيلان
كتبه احمد السيد عيدروس