الشياطين في عدن

عدن الخبر
منوعــات

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب احمد السيد عيدروس :

إنهم في المدينة لكن لا أحد يعرف أين
ففي الظلام يختفي الجمال ويحل مكانه الخوف
وقفت الحقيقة أمام المرآة عارية تتفحص تجاعيد الشيخوخة فلم ترى نفسها أو يراها أحد منذ عام 1967
لقد تحولت الحقيقة إلى مسخ بشع مخيف لن يستطيع أحد الأقتراب منه فقد مات كل الفتية الذين أحبوها قبل الثورة وقبل أن تتحول إلى طيف مخيف
هناك شخص وحيد يستطيع أن يخرج الحقيقة من عزلتها لكن الشياطين يحتجزونه في الظلام في الغرفة المجاورة لها
أنها تسمعه يصارع الظلام و يخدش الجدار بأظفاره كل ليلة هل يريد الوصول إليها حقاً أم كان يهرب من الظلام نحوها
فالظلام له روح فمن يطول به المكوث في الظلام لن يستطيع الخروج منه حتى و أن سنحت له الفرصة فالظلام يتلبسك من الداخل وتصبح جزء منه
فحين وصل الضوء في أحد أيام صيف عام 2015 من فتحة في الجدار الجنوبي و وصل إلى الحقيقة لم تستطع الحقيقة النهوض وفضلت أن تموت في فراشها دون أن يراها أحد فقد أيقنت أنها لم يعد لها مكان وراء سور الظلام الجديد
كما أن الشياطين يحتاجون إلى رعاية حين يعودون إليها في الليل
أما ذالك الشخص الوحيد القادر على أنقاذها الذي يخدش الجدار الفاصل بينهما كل ليله وكانت تظن أنه يحاول الوصول إليها لقد رأته ذالك اليوم حين تسرب الضواء في المكان لقد أفزعها ما رأته أنه لم يكن يحاول أنقاذها بل كان يتحول إلى شيطان ويحاول الخروج من جسده والنفاذ عبر الجدار للوصول إليها ليتلبس جسدها و يصبح أول شيطان يرتدي ثوب الحقيقة

كتبه احمد السيد عيدروس

قد يعجبك ايضا