الى اخوتي
عدن الخبر
مقالات
صحيفة ((عدن الخبر)) كتب القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه :
مامعنى أن تكون صامتا ؟ هل الصمت احيانا يصنف على أنه هو الجواب أو أن عقولنا تذرك بطريقه أو بأخرى بأن الصمت هو الصواب ، لماذا نختار الصمت كشعار هل الصمت يستطيع التعبير نيابة عنا أو هل يستطيع الصمت الإفصاح عما يدور في خلدنا أو أننا نفضل دائما اختيار الصمت لان الصمت افضل الحلول و دائما مايكون الخيار الملائم.
فتعجبت وقلت في نفسي هل الصمت يعتبر تعبير بليغ ؟ ، فالصمت باعتقادي عباره عن وجوم عميق يرتسم في الوجوه مائلا قليلا نحو الحزن قابضا على العينين متوجها بهما صوب السماء في اشاره الى ضيق الحال .
فأمسكت بقلمي وانا ابحث عن كلمات مرموقه وملائمه تصلح للعزاء لاكتبها مواساة لنفسي على مانعيشه من واقع الحال و عزاء لفقدان اخوتي ، فاليوم نكتب بكل حزن برقية عزاء نصيغ ونوجه كل كلماتها الى من كانوا بالأمس يسكنوا معنا في ذات القلب و تشعل الموده العلاقه بيننا و كانوا يعيشون معنا ذات الحلم وكنا معا نمسح دموع بعضنا البعض نتشاطر البكاء والألم والحرمان و كان صراخنا معا يدوي ليوقض كل ظالم من سباته ويعطي كل مظلوم امل .
فانقلبت نواميس الحياة فأصبح من كانوا بالأمس اخوة لنا كانوا يقفوا بكل ما يملكون من قوه و همه الى جانبنا و عندما أصبحت القوة والسلطة إلى جانب اخوتي أصبحت اليوم رغم كل هذه القوه و العضلات في حضرتهم مظلوم فضحكت على هذا الحظ والنصيب الذي اكرمني الله به وانا في وسط هذه النعمه مسرور فاخوتي يشبهون نوعا ما إخوة يوسف فعندما رزق الله يوسف الملك قال مخاطبا اخوته ﴿قالَ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللَّهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾ [يوسف: ٩٢]. ولكن اخوتي عندما جاء الملك إليهم قالوا ﴿اقتُلوا يوسُفَ أَوِ اطرَحوهُ أَرضًا يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبيكُم وَتَكونوا مِن بَعدِهِ قَومًا صالِحينَ﴾ [يوسف: ٩] فان كنت في أعين اخوتي كاسدا فإن الله ينصف كل مظلوم.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه