أحمد السيد العيدروس يكتب.. *الرصاص العآئد من المعركة المقاتل الدكتور*

618

 

 

صحـيفة ((عـدن الخــبر))  مقــالات

 

 

رصاصات عادت من أرض المعركة
المقاتل / الدكتور
ما مصيره لماذا عاد ؟
هل انتهت المعركة؟
هل عاد ليُهدي صديقه بضع رصاصات! ليرديه قتيلاً بالحسرات؟
الرصاص العآئد من المعركة
المعركة لم تنتهي بعد لكن الأفواه الجآئعة للصغار وهي تنتظر عودة مُعيلها الوحيد تفتح أفواهها كالعصافير الصغيرة في العُش تنتظر ما سيلقية لها وآلدها الصقر الكبير العآئد إلى العُش ؟
هذا ما فرضتة الحياة ؟
عندما تنكّر الجميع للمُقاتل الذي في المعركة
و حُرم من أول حُقوقه المادية وهي ما يسد به جوع أطفاله
وتُرِك يواجه الحياة و أفواه صغاره الجآئعة؟؟؟
المُقاتل العآئد منكسراً قد ربما يرهن سيفه أو حتى يكسِره في سبيل إطعام تلك العصافير الصغيرة
التي تنتظره بعد غياب طويل كي يُطعمهم
ويلقي لهم بفتات يسد به جوعَهم الذي طال لأشهر منذ ذهابه إلى المعركة ليحمي هذا الوطن الغالي
هذا الوطن الذي لا حيلة له ولا يستطيع أن يقدم للفرسان التي تذُود عنه شيء٠٠٠٠٠٠٠؟
فالمرحلة صعبة وصعبة جداً ؟
الرصاص العآئد من المعركة
قبل عدة أيام كنت منتظراً في موقف سيارات الأجرة للعودة إلى منزلي وأنا أنتظر رأيت من بعيد صديقي القديم الذي ذهب للجبهة عندما استنجد الوطن بكل أبنآئه في حرب عام 2015 وبعد عدّة سنوات من الحرب عاد البعض إلى منازلهم وبقي البعض في الجبهة
صديقي هذا كان دكتوراً فهو خريج جامعة عدن كلية الصيدلة
وبعد أن إلتقينا وسلمنا على بعض وتذكرنا سنوات الحياة التي مرت وذكريات الطفولة والشباب ضحكت أفواهنا لكن لم تضحك قلوبنا فلا تزال هناك غصة في الحلق عالقة
ودمعة في العين لم تسقط
وحزن في القلب لم ينتهي
وألم يصاحب الروح اينما ذهبت؟؟
فقد خسرنا في هذه الحرب الكثير من الشهداء والدماء وخسرنا الأمل والطموح فسلاسل التبعية تطوق المستقبل وتشد وثاقه
لكننا إستمرينا بالحياة وبالحديث وبالابتسامة ؟؟
تناسينا تلك الجراح ومضينا في الحياة مع الرفاق٠
وكنت أنا وصديقي نكمل شيء لا نعلمه بحديثنا وقبل أن يغادر صديقي الدكتور انتزع مستوعب الرصاص من رشاشه الآلي و أخرج عشر رصاصات و وضعها في يدي ثم انطلق ولم يقل شيء؟
كنت أنا أتفحص الرصاص وأقلبه لم أكن أعلم ماذا كان ينوي صديقي أو يدور بخلده؟
حتى نبهني شخص يقف بجواري قال لقد أهداك صديقك هذا الرصاص لعله لم يجد ما يهديك سواه!!
تسمرت في مكاني من هول ما سمعته من هذا الشخص فلم يدر في مخيلتي أن يحدث هذا الأمر أبداً ٠
نظرت خلف صديقي وهو يغيب في الزحام وناديته يآ أخي يادكتور انتظرني لكنه لم يلتفت ٠
لم يستجب ؟
هل كان يسمعني؟
هل كانت تسقط الدموع من عينه وفضّل أن لا أرآها هل كان مرتبكاً أكثر منّي وهو يغادر موقف البصاصات ؟
ياصديقي لقد رأيتك يوماً في المعركة وكنت شامخاً لا تهتز لماذا اليوم تغادر هذه الساحة وأنت مكسور من كان سبباً في كسر هذا البطل الشآمخ كالجبل٠٠٠٠

الرصاص العآئد من المعركة
المقاتل الدكتور
كتبه احمد السيد عيدروس

قد يعجبك ايضا