زكي العاقل يكتب : كمال الحالمي وترويض الثعابين
عدن الخبر
اخبار عدن
صحيفة ((عدن الخبر)) عدن/خاص:
كتب الزميل (زكي العاقل ) مدير تحرير صوت الشعب الأخباري ورئيس تحرير موقع عدنية fm ، كتب مقالا مثيرا حول تمكن كمال الحالمي من السيطرة الفعلية على مشاكل اراضي عدن والنجاح في ضبط هذا الملف وإيقاف ازاهاق الأرواح بسببه.
كما تطرق ” أن هذا القرار الذي اتخذ من محافظ عدن حامد لملس بتوجيهات الرئيس عيدروس الزبيدي سيخلده التاريخ وستذكره الأجيال .
نص المقال :
استغرب واسأل نفسي ويسأل الكثير أنفسهم كيف تمكن كمال الحالمي بضبط مسألة الأراضي وإعادة هيبة الدولة بضل واقعنا هذا السيئ ، كيف استطاع قائد لم يتجاوزه عمره الخمسة والثلاثين أن يعيد الى عالمنا شيئ اسمه مداميك دولة ولو يحدها الأدنى في الوقت الراهن؟
جميعنا يعرف أن لوبي الأراضي كبير ومتفرع ومتشعب ، وهذا اللوبي متواجد في كل شيئ له علاقة بأرض ، وذلك بشهادات قادة كبار ، وجميعنا يعرف أن حل ملف مشكلة الأراضي وتشعباته صعب جدا ، بل واوصله البعض إلى درجة المستحيل أن يتم حله.
لكن يأتي قائد شاب يعيد لمؤسسات الدولة هيبتها بمجرد مدة زمنية قصيرة فهذا يعني أن الكثير يعشق النظام والقانون ، كما أن هناك الكثير يكره ويحارب النظام والقانون لكن الحق يحق والذي معه ينصف ولو خلصت النية لذلك.
كم توقفت سيل دماء ، وكم توقفت المستشفيات استقبال الجرحى يوميا بسبب الصراع على الأراضي ، وكم ضعيف رجع حقه ، وكم صاحب حق استمر بعمله دون خوف من مسلحين أو بلاطجة ، كم تم رفد الحزينة الخاوية للدولة ، وكم اصبح وكم اصبح.
كل هذا فقط بقائد وأفراد قليلون دون دعم حقيقي بل ومن فترة لفترة يسقط منهم جرحى ويقدموا التضحيات ، وكل هذا في محيط لا يساعد على اذكاء مداميك الدولة ، وكل من نلتمس منه الحلول من هذا المحيط نجد ارتباطات تمنعهم من التدخل والضرب بقوة لحلحلة ملف الأراضي.
الجدير ذكره أن التعمق بتفاصيل الحلول لهذه الملف والنجاح فيه لم يعتمد على القوة والضرب من حديد ، لكن اعتمد على ذكاء وحس قيادة مميزة ، والدليل على هذا لو لم يكن ذكاء القيادة موجود وحل محله الصدام المباشر لكانت الأمور سلبية أكثر مما تصورها الجميع أنه سوف يحدث.
ثعابين الأراضي كثر ومواجهتهم في ضل ضعف دولة مركزية وتنوع القوى وانخراطهم بها صعب جدا ، فسمهم ينشروه إلى يومنا هذا لإفشال محافظ عدن وتوجيهات الرئيس عيدروس الزبيدي في الملف الذي كان محض اهتمام الناس.
لكن تمكن الحالمي بترويض تلك الثعابين بل قصص ذيولهم واستهلك سمومهم واصبحوا ثعابين لكن في جحورهم بعد أن انتشروا وعبثوا في أراضي عدن.
هنيئا لعدن قائد مثل هذا ، والتاريخ سيمجد قرار المحافظ بخصوص إنشاء هذه الوحدة الأمنية المستقلة بالأراضي ، وستذكر الأجيال أن الرئيس عيدروس الزبيدي وأحمد لملس وكمال الحالمي أن هولاء جعلوا من المستحيل تحقيقه واقعا نعيشه اليوم ، وان وجدت السلبيات فما تم منعه من اقتتال وازهاق الأرواح والحفاظ على أملاك الدولة والبسطاء أقدس من الأخطاء والهفوات وكفيل كل ماسبق ان يمحوا تلك السلبيات.
واجبنا أن نساندهم كما جلدناهم سابقا يحق لهم أن نمدح فيهم ونمتدح هذا العمل الإيجابي الجبار ، ليس بمقابل سوى أن العمل الإيجابي يجبر الصحفي النظيف والمستقل أن يدعمه دائما ، حتى لو لم يكن محبة فيهم ، محبة لكل من له دور في الحفاظ على عدن ، وبفعلهم هذا يجبروك أن تحبهم اصلا وتنساندهم وانت تبتسم ومتقنع بهذه المحبة فجميعها مع عدن ومع كل من هو معها وضد كل من هو ضدها أو أراد تشويهها.