* شوق العودة *

عدن الخبر
ثقافة وأدب

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب / *ديّان محسن الغزالي*

سبعون يوماً وتسع ساعاتٍ وعشرون ثانية وانا في غربة عن أهلي وقريتي التي ولدت فيها
وبينما أنا في تلك المدينة بعيداً عن الديار حيث انهكني التعب.. بحثاً عن مستقبل مجهول ..
لا ادري_ أي شوق كان يسكن هذه الروح؟!
ربّما_ كان شوق العودة إلى هذه القرية..!
وها أنا الآن في ليلة قمراء.. ومن على سطح بيتنا المطلُّ على الوادي احادث الليل.. واطيل النظر في السماء..
هنا في قريتنا حيث الليل جميل والحياة بسيطة..
هنا في القريةِ حَيْثُ ينام الجميع بعد صلاة العشاء ليستيقظوا قبل اذان كلِّ فجر…
هُنا في قريتنا حيثُ لا تجد سواي انا والليل مستيقظين..
هُنا حيثُ تجد الروح سعادتها.. وَيُنْعَمْ العقل بهدوء تام بعيداً عن ظوظاء المدينة وتعاستها..
لليلِ القرية نكهة منعشة ولذاذة مختلفة يا صديقي..
ليلُ المدينة مشوّهٌ وممل..!
ليلٌ مليءٌ برائحة شواءِ جلود الاطفال وبكائهم من شدّة الحر وكثر إنقطاع الكهرباء في تلك المدينة الخانقة..
ليلٌ معجون باشلاء ضحايا الحرب .. وممزوجٌ ببكاءِ العشّاق ونحيبهم ..
وعلى عتبات ذلك الليل.. ثمّة ذبول عميق ..!
قليلون من يعيشون قصص وحكايا مع الليل
ولكنّي أجد نفسي مع الليل في ارتباطٍ دائم !
وكما أن لي رحلات بعد منتصفه متّجهاً صوب السماء..!
كيف لا؟
والليل بذاته حكاية!
ربّما أنّني أُصِبْتُ بداءِ حبِّ الليل
أو قد اكون مصاباً بشيء من الجنون!
ولكن لا بأس
للّيلِ مجانينه, كما أنّ هنالك لكل قرية مجنون ..
لطالما حاولت إخفاء جرمي هذا..!
ولكنّني لم انجح في كلِّ مرةٍ حاولت فيها.. تفضحني حروفي وكلماتي هنا..
وها أنا ذا بعد القبض عليَّ متلبّساً بجريمة حبّ الليل.. ومغازلة السماء..!
لا أدري أيّها الرفاق!
كيف ينقذُ الشاب نفسه من سهر الليل؟
وكيف يترك المرء حبّاً لا يستطيع العيش بدونه؟

*خربشاتي بعد منتصف الليل*

قد يعجبك ايضا