صندوق دعم التعليم ..ومتعاقدوه

عدن الخبر
كتابات حرة

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب / أحمد باصهي :

لم يكن هولاء النبلاء بحاجة للوقوف تحت أشعة الشمس اللاهبة في نهار رمضان لو أننا أمة تقدّر التعليم وتعرف لمعلم الناس الخير حقه ، هذا الذي تستغفر له حتى الحيتان في أعماق البحار ، ولكن للأسف تتكاثر في بلادنا مؤسسات التنمية وصناديق الدعم دون جدوى ودون أثر ملموس في ظل غياب الدولة بكامل مجالسها التشريعية النيابية والشورية على السواء في وقت يستمتع أعضاؤها بكامل الرواتب والمزايا الوظيفية خصما من دماء وصحة ورفاهية هذا الشعب المنكوب. وتراخي المجتمع بكل فعالياته أو انشغاله بمعارك وهمية أو مقاولات ومشاريع سياسية لصالح طرف ثالث لا تهمُهُ مصلحة البلاد أو العباد .
وصندوق دعم التعليم لا تُعرف ميزانيته ولا بنود صرفها ولا حسيب عليه ولا رقيب وهذا مصير من يتعاقد معه من أهل النوايا الطيبة والظروف الصعبة من أبنائنا أن يمر عليهم الشهر والشهران وهم بلا رواتب على ضعفها وبخسها ومع ذلك عليهم أن يتحملوا مماطلة صرفها من قبل ذلك الصندوق التابع لوزارة التربية والتعليم إحدى الوزارات التي تلتهم نصيب الأسد من الموازنة العامة للدولة التي تصنف من أسوأ الدول في جودة التعليم دون أن يرف جفن لمسؤليها أو لنواب الشعب الذين يفترض أنهم يتابعون ويحاسبون – وعلى هذا الأساس تم انتخابهم- لو كانوا يخافون يوما يُرجعون فيه إلى الله .
ربما تكون الفرصة سانحة ونحن في شهر يقبل الناس فيه على البذل والإنفاق لكي نعيد ترتيب أولويات الإنفاق الخيري في حياتنا فالتعليم ليس فقط كونه مجالا حيويا يستحق الإهتمام من الدولة والمجتمع على السواء بل بحسبانه أيضا معيارا من معايير قياس مستقبلنا وكيف سيكون وضعنا بين الأمم ومكاننا تحت الشمس.
والمتعاقدون في بلادنا مأساة ممتدة ليس منتسبو صندوق دعم التعليم الآنف الذكر وحدهم ، بل متعاقدو الصحة والنظافة وكثير من المصالح الحيوية في البلاد فهم فئة من المواطنين دفعتهم الحاجة للإنخراط في الوظيفة من خارج بابها الرسمي فيما يسمى بالتعاقد ظنا منهم أنهم سيعفّون أنفسهم ويحافظون على الستر واليُسر عوضاً عن أن يمدوا أيديهم أو يتكففون الناس وهي رجولة وشرف مابعدها رجولة وتستحق الإحترام والتقدير ، فانخرطوا في هذه البرامج المؤقتة وهي حلول ترقيعية عمدت لها الوزارات في ظل غياب استراتيجية وخطط واضحة للتوظيف وهو ما يعمق من ألم المآسي المنهِكة التي أبتليت بها البلاد ويعاني منها العباد.
فهل يرفع المسؤلون من وكلاء ومحافظين ووجهاء المجتمع من مرجعيات وأحلاف وأحزاب هموم الناس هذه إلى من يلونهم من كبار القوم ومتنفذبهم ممن بأيديهم الموارد والميزانيات يوجهون بصرفها أنّى شاءوا أم أن المجاملات والمناكفات تضيع معها حقوق الناس في وقت يُفتقد فيه حضور الدولة في المغارم ويطغى حضورها اللافت عند كل مغنم من مغانم الثروات والعبث بها والمنافذ والجمارك وتحصيل الإيرادات والضرائب التي يُرهق بها المواطنون دون أن يستفيدوا من إنفاقها على خدمتهم ورفاههم ، فإن لم نتآمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر لا خير فينا ، بل كان تولى الطغاة والفاسدين علينا جزاءا مستحقاً.
كما أن المؤسسات التنموية والجمعيات الخيرية والموسرين من الناس مطالبون أكثر من أي وقت مضى بأن ينظروا لهذه الفئة من المعلمين والمتعاقدين مع دوائر الدولة المختلفة بشكل عام فهم من المساكين الذين لاتكفيهم رواتبهم فما بالك بها وقد تأخرت وحجبت تلك الدوائر صرفها أو ماطلت فيه مما ألحق بهم وبأهليهم بالغ الضرر ولهولاء في مصارف الزكاة نصيب وفي بنود مستحقي الصدقة والإعانة أولوية قصوى كيف لا وهم يعلمون أبناءنا وبناتنا الخير ويسعون كل صباح بعزيمة وإصرار من أجل تعليم الناشئة وغرس القيم والأخلاق الفاضلة في زهرات وبراعم المجتمع .

قد يعجبك ايضا