“من تجارب الحياة” الحلقة رقم (136) شعراء ووجهاء من حالمين

عدن الخبر
مقالات

صحيفة ((عدن الخبر)) يكتبها العميد الركن علي ناجي عبيد :

عنوان مختار بدقة متناهية ومحتوى كتب وأُخْتير بمهارة

في عشية السنة الحالية 2023 وأملي أن تكون كذلك وليس شديدة المرارة كسابقتها على الأقل أخبرني الدكتور عبود عبدالله مسعد نائب عميد كلية الحقوق جامعة عدن بأن الدكتور عبد يحي الدباني أهداني نسخة من كتابه بالعنوان أعلاه وأنه يعتذر كونه لم يشر إليَّ فيه وباشر البحث عن الكتاب، قلت له هذه ليلة رأس السنة دعه معك فلدي ما يكفي من المنغصات وعدت إلى حيث أشاهد على شاشة التلفاز كيف العالم يحتفل بهذه المناسبة دون حروب أو تكفير.

صباح اليوم الثاني ذهبت عنوة لأخذ الكتاب الهدية، ليس نادما على تركي له في الليلة الأولى، تصفحت الكتاب وهنا اشتعل الإهتمام بقراءته. بدأت القراءة ولم أستطع تركه إلا للضرورة مثل تناول الوجبات أو المحاورة مع الأولاد والأحفاد حول طوارئ الأمور التي يهتمون بها أكثر من إهتمام العرب والمسلمين بالأرض الفلسطينية وقدسها أو ملاعبة أصغرهم عبدالله الملقب بالبلبل الذي لا يُمل من تغريده المستمر.
بشغف كررت قراءة بعض صفحات الكتاب حتى لا تمر علي عاجلة أو في لحظات شرود ذهني أو بلبلة البال من البلبل وأشباهه الكثر حفظهم الحافظ وإيكم وإيانا.
الكتاب يقع في 248 من القطع الكبير طباعة دار يـــــــــســطــــــــــرون للطاعة والنشر والتوزيع مدية القاهرة.

أغرقني الكتاب في القراءة ولم يستغرق وقتا طويلا لمحتوياته الشائقة، أنهيت قراءته رغما عني وعندها وجهت الرسالة التالية للبروفيسور عبد يحي:
الآن في الساعة السابعة من مساءثاني أيام الشهر الأول من العام 2023 أكملت قراءة كتابك الأكثر من جميل والأعلى من قيم والمفيد كثيرا وهو شعراء وأعلام( من حالمين ).
بدء من تقريض الناشر المكثف فالمقدمة الضافية فالتقديم المحلق عاليا.
إذا سألتني ماذا أعجبك فيه؟ أجيب كل كلمة كتبت بحذق ومهارة.
وأن تبدأ بشاعر شاب عرفته في مرحلة من حياته الثرة،كنت واثقا أنه نجم جديد في سماوات الإبداع الشعري وهو رائد القاضي رحمة الله تغشاه إنك ذو مشاعر عميقة، عالية إفتتحت كتابك بشاب يستحق الصدارة وبنفس الوقت وإن لم تقل بأن ذلك الإختيار تشجيعا للشباب على طرق سبل وأبواب الإبداع ونوافذه.
الكتاب في تقديري نادر وبالذات في الرثائيات إذ تعودنا على أن نقرأ كتبا عديدة عن شهداء ووجهاء وقادة الخ كلها من صفحتها الأولى إلى آخرها تتحدث عن مناقب مكررة يكفيك إحداها لتعلم بقية محتواه.
مثل هذا الأسلوب المبدع أقصد أسلوبك في الكتابة( إحذر أنا لا أتحدث عنك كأديب فهذا خارج قدراتي وأنت أديبنا الكبير المتميز ) فلربما طرقه أدباء كبار إن وجدوا. حديثي فقط عن شمولية الكتاب قرأت بعض مواضيعة عدة مرات برغبة شديدة، فهو يشمل في نظري:
.سيرة ذاتية شاملة غير تلك التي ذيلت بها الكتاب.
.تاريخ أدبي وبالتحديد الشعبي في حالمين.
.تاريخ سياسي.
.تاريخ إجتماعي وهو المفقود أي التاريخ الذي يتحدث عن طبيعة حياة الناس وكيفيتها في مراحل مضت تجهلها أجيالنا الحالية فكيف بالآتية.
. تاريخ ودروس وعبر وخبرات تربوية، بل وقيادية بما في ذلك العسكرية من خلال إختيار شخصية عسكرية تحكي عن أنموذج عسكري كما هو ودون رتوش.
. تاريخ القضية الجنوبية إذ الجزء يغني عن العام بل ويغنيه وهذا ينطبق عن تاريخ ثورة أكتوبر المجيدة.
.دعوة للتواصل والتزاور قبل فوات الآن.
قدمت للقارئ البسيط وجبة متنوعة شهية تشبع الروح والعقل وتعمدت هنا تقديم الروح لسلاسلة الكتابة، هي على شكل قصص قصيرة واقعية شائقة.

وغيرها وغيرها وفقك الله.

لم تترك فترة وجودك في حبيل الريدة، عاصمة مديرية حالمين تذهب سدى أقصد بما أثبته في هذا الكتاب الغني عن حالمين بشكل خاص وردفان والجنوب بشكل عام، وأينما وجدت في سفراتك الداخلية والخارجية.
أنت سعادة الدكتور تعمل ما نتحدث عنه كثيرا ولم نقترب منه كما ينبغي على الأقل، مع العلم أني كتبت مجتهدا وأوصيت أن تصدر كتب الرثائيات لتدون تايخا،لا أوصاف متكررة وإن يستحقها المعني بالكتابة حيا أو ميتا وأنت لم تنس هذا فقد أجدت وأنصفت وبالتحديد في كتب التأبين، فلتقدم تاريخا فالشهيد أو الفقيد عاش مراحل ضمن مجتمع وأفعال جماعية.
معذرة على الفضول والتطويل..
بالنسبة للشاعر عبدالله محسن الجعشاني وذكره للبحر في قصيدتين،تقريبا كما أتذكر إن لم تخني الذاكرة ففي حديث للفقيد الحاج عبدالمجيد رحمة الله تغشاه في أواسط تسعينيات القرن الماضي يقول بأن الشاعر كان عسكريا وتقريبا في عدن وربما كان قريبا من البحر أو سافر في وسائطه.
وجدت كلمة..الدغل..يا من حفظت الدغل لا يبتقس…الدغل أعتقد بأنه يعني الدَّقَل وهي السارية وبنفس الوقت يطلق على هوائي الأجهزة.
أبدعت في التنقيب عن معنى كلمة مهمونة في قصيدة الشاعر أحمد مثيني العمري..فقد بحثت في الذاكرة ولم أجد غير أنها من مهمة..مُهمُّون..مهمونة..ولي سؤال لك أديبنا الكبير هل يجوز للشاعر نحت او إبتداع كلمات جديدة؟

أنت بهذا قدوة بإقتدار صنعت مثالا يحتذى به. أوعدك بأني سأحاول.
أمتعتنا وأسعدتنا أطال الله عمرك ومتعك بالسعادة.
ومعذرة على الفضول والتطوير..استدركتها بالتصحيح التطويل وليس التطوير فرد الدكتور نعم مفهومة من السياق مع أنها تطوير مضيفا أثلجت صدري بارك الله فيك وردا على سؤال متى نلتقي؟ لنا سنوات لم نلتق في مقيل خاص رغم تكرار طلبي حتى اعتقدته جفاءا فرد حفظه الله وقتما تشاء وأينما تشا بعد أن يشاء الله.وحتى اليوم لم نلتق بعد.

أخوك العميد علي ناجي عبيد.
وجعهت على الواتس لسعادة اللواء عبيد أحمد الذي كتب التقديم الأخاذ المتناسي للمحاذير الأمنية وحذرها المتمتع به بحكم مهنته النضالية الشاقة مظهرا شخصية الكاتب الأدبي المبدع قائلا له
## كان تقديم ضافي حماسي تاريخي شامل رائع جدا ##
ربما أكون أول من قرأه بعدك أي الكتاب …. كونه لم يوزع بعد…. فكان رده التالي:
عبيد احمد مصر: اهلاََ بأستاذنا وقائدنا وافندمنا الغالي دوماََ… أهنيك من أعماق قلبي على على لغتك الجمعيه الراقيه (السياسيه والثقافيه الادبيه والتاريخيه والتقييميه التحليليه الشافيه والشامله وبلغه بلاغيه خالبه فأنت من حقق ويحقق السبق دوماََ وعياََ وإدراكاََ نضجاََ ورأياََ وإطلاعاََ وعلى مختلف الصعد وليس فقط سبقاََعلى قراءت كتاب د عبده يحي الدباني هذا الذي استعرضته الأستعراض المستحق وأنصفت كاتبه كما يجب برفسوراََ متميزاََ سعةََ في الثراء والعطاء الأدبي والشعري والثقافي والسياسي والجهد المكثف والإنتاج الغزير وكانت قراءتك تقديماََ جديداََ موفقاََ وعميقاََ للكتاب فأنت(وردة على قمة الهرم) فبورك للوطن عملاقين مثلكما(انت والدكتور عبده يحي).
فرديت عليه هكذا >إلا هذا فقراءتك عميقة بدليل التقديم الرائع يا رائع وفقك الله ????

أوردت بعض الأخذ والرد حول انطباعي القاصر حول الكتاب راجيا أن يُقرأ ويقرأ أولا ويتخذ مثالا يحتذى به ليس في حالمين بل وعلى طول وعرض الجنوب ليتكامل التاريخ وأحداثه وتحفظ للأجيال بلغة ترغمك إرغاما على متابعتها وعند آخر صفحاته تطلب المزيد رغم بعض التكرار الذي لم يستطع تجنبه لكتابة المرثيات بالتحديد في أوقات متباعدة مع ذلك فهو تكرار محمود.
والى اللقاء في حلقة قادمة بعونه تعالى.
عدن 21 يناير 2023. ”

قد يعجبك ايضا