ماتسعى إليه السعودية والإمارات من تقسيم لليمن لن يكون الحل السعيد

عدن الخبر
مقالات

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب عادل الشجاع :

ما تسعى إليه السعودية والإمارات في اليمن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة هو إعادة إنتاج تاريخ عمره ١٤٠٠ سنة لم يحسم فيه شيء في المنطقة كلها وليس في اليمن فحسب ، خاصة ونحن أمام مشروع مزدوج تريده أمريكا للمنطقة أحدهما بزعامة إسرائيل اسمه الشرق الأوسط والآخر بزعامة إيران اسمه الهلال الشيعي ، وكلا المشروعين فكرة أمريكية .

هذه الحقيقة لاتبدو واضحة حتى الآن في أذهان المليشيات التي تصطف مع الإمارات والسعودية والتي تقود صراعا دمويا يدفع ثمنه الشعب اليمني دون أي مبرر ، ومن هنا أصبح لفت الانتباه إليه وخلق وعي يقوم على العقل والعقلانية والتضامن والعيش السلمي المشترك بدل جنون الغرائز والتناحر والانتحار المشترك .

ولست بحاجة إلى القول بأن ما تسعى إليه الإمارات من دعم للانتقالي لن يمكنه من البقاء على قيد الحياة اقتصاديا واستراتيجيا ، وسيجعله يغرق في حروب دموية لانهاية لها قد تتحول إلى حروب إبادة في غياب ترتيبات دولية تفرض وتحمي التقسيم الذي تسعى إليه لتحقيق مصالحها دون اعتبار لمصلحة اليمن من ناحية والمصالح الدولية من ناحية أخرى .

الإمارات تدرك أنها لا تستطيع الذهاب بالمجلس الانتقالي إلى تقرير المصير ، لأنها لا تستطيع تمويل كيان معزول بمليارات الدولارات ، لهذا السبب فهي تنشئ كيانات متعددة وبقيادات متنازعة فيما بينها حتى تبقي عوامل الفوضى قائمة ومستمرة كي يستمر بقاؤها في اليمن بتكلفة منخفضة .

فهي تسعى إلى إطالة أمد الصراع من خلال التنويع في أدواته ، فهي تنشئ مليشيات مناطقية وأخرى دينية وثالثة جغرافية وتستعدي في الوقت نفسه حزب الإصلاح كل ذلك الهدف منه خلط الأوراق ، لكن كل ذلك لن يكون حلا مثاليا لاستمرار الفوضى ، خاصة وأننا أمام طائفة تدعو بعودة المهدي المنتظر المصمم على قتل الخليفة المنتظر وكلاهما غير موجودين ، فقط سنستأنف معارك معاوية وعلي بن أبي طالب من جديد .

الحوثيون هم من سيكسبون المعركة لبعض الوقت كونهم مكلفون بالوصول إلى مكة والمدينة وكون مشروعهم يتكامل مع الحركة الصوفية وبعض أدعياء الهاشمية في الجنوب الذي سيكون أرضا خصبة لتمددهم بالإضافة إلى بعض الجماعات التي ستلتحق بها من باب الثأر لإقصائها ، وأزعم أن إدراك هذه المسألة مهم جدا كوسيلة لاستشراف المآل الذي تسعى إليه الإمارات وتباركه السعودية وهي البوصلة التي يشير إليها الهلال الشيعي باتجاه مكة والمدينة ، ولن يتوقف زحف الهلال الشيعي باتجاه السعودية ، إلا إذا قرر اليمنيون إبادة بعضهم البعض وحصر المعركة في اليمن ، وهذا بالطبع مستحيل .

قد يعجبك ايضا