مقال لـ علي الهيج : عـــدن فـي مشهديـن

عدن الخبر
مقالات

صحيفة (عدن الخبر) كتب علي عمر الهيج :

المشهد الاول :
في منتصف الليل نهض العم انور على صراخ زوجته التي تعاني الضغط والسكر وهي امرأه مسنه سمينه تتلوى وتتألم من شدة الحر القاتل الذي يحرق الاجساد والقلوب..

العم احمد متقاعد على راتب 28 الف ريال عنده اولاد وبنات ويسكن في منزل صغير في القطيع تبعد بينه وبين معاشيق مسافات قريبه جدا..
وقف الرجل مذهولا ماذا يعمل لزوجته ..
فلا يوجد مستشفى للدوله يتصل به ويطلب اسعاف وعلاجها بالمجان..

وايضا لا يستطيع نقلها مستشفى خاص لان هذا يتطلب مصاريف باهضه لا تقل عن مئة الف ريال بدئا باستئجار سياره رايح واجي وفواتير المستشفى والتسجيل وفحوصات وادويه وعقاقير او مضاعفات قد تحدث

خرج يركض للشارع كالمجنون فوجد مدينه معطله خاليه من الحياه يلفها الظلام وصيف حار وهو يتبلل عرقا..التفت يسار يمين يبحث عن دوله يستغيث بها او منقذ فلم يجد شي..
عندها فقط ادرك انه من اجل يعيش كريما فينبغي عليه امتلاك اموال طائله..

يقف يتمتم ويقول :
( هذة الدوله الخليجيه الثوريه الجديده لم تمنحني حتى راتبي التقاعدي..
لماذا اذن اسقطو ذلك النظام الذي كان يمنحني راتبي الذي سيساعدني مساعدة زوجتي وانقلها للمستشفى؟
لماذا تركوني انا وعائلتي في الشارع ؟
ماذا يريدون منا؟؟))

يتعب الرجل من التخبط والشتات ثم يقرر العوده للمنزل..ثم ياتي اليه احدهم ويحتضنه ويشد من ازره ويقول له الحمدلله يا عم انور لقد توفت زوجتك وعندها الان بعض النساء يغسلوها..

ينهار العم انور فيسقط على الارض مغميا فيحملوه الى منزله للراحه ثم يستيقظ الفجر فيشاهد الناس يحملون نعش زوجته الى المسجد للصلاه عليها ثم اخذها الى المقبره

*المشهد* *الثاني* :

_ تحت رعاية التحالف النفطي الثري تسطع الاضواء فوق قمة معاشيق وتعلن الابتهاجات واحتفالات النصر المبين فتضيئ الدنيا بكهرباء شمسيه ونوويه وفضائيه حيث يجتمع المجلس الرئاسي الجمهوري ويودون القسم لرعاية الوطن والشعب

_ يجتمع الانتقالي ويصدرون بيانا بإن الانتقالي قد حقق انجازا عظيما وكبيرا لخدمة شعب الجنوب فكيف كان امس وفين صار اليوم

_ يعتلي السفير السعودي المنبر ويبشر كل اعضاء المجلس بإن المملكه قد جهزت دعما ماليا كبيرا لكل اعضاء المجلس ورفع رواتبهم ونثرياتهم ومصاريفهم وتسهيل سفرياتهم للاجتماعات في الرياض واوربا

_ تتداول كل وسائل التواصل صور ولقائات زعماء واثرياء واسياد وقبايل من الشمال.. واثرياء وقبائل وشيوخ وسلاطين الجنوب ورجال اعمال ومالكون عقارات واتصالات ومولات وهم يباركون لبعضهم البعض..

_ يلتقط الزعماء صور تذكاريه مع كل زعامات المجلس ويوزعونها لمطابخهم فتمتلى التواصل بالصراخ والتصفيق الله الله اكبر ..لقد انتصرنا

_ يقيم الاعضاء موائد رمضانيه ويستقبلون وزراء وسفراء ورجال التحرير والحريه وجماعاتهم واعلاميون حسب الدفع السريع فتاتي اليهم شاحنات اللحم المضبي والمندي والقات السلاطيني والمياه فيتسامرون في عدن يقصون لبعضهم البعض انجازاتهم وكيف وصلو الى قمة السلطه

ثم تننهي الحفله فيذهب كل منهم الى قصره الخاص وينام وسط غرف ثلجيه بارده مكندشه لا ينقطع عنها التيار اسسته لهم المملكه الاسلاميه العظمى وامارات الخير العظمى فينامون نوما هانئا

وهناك بجانبهم مدينه يلفها الظلام والعطش يبحثون عن الشرب والنوم والدواء فلا يجدون غير الجوع والبؤس وعساكر يفترشون المدينه وعباد الله وبسطاء لايجدون مستشفى او ايجار سياره ينقذون بها عائلاتهم واولادهم فيتساقطون فوق ترابك يا عدن ثم تحمل نعوشهم الى المقابر

علي الهيج
من قمة معاشيق موطن رجال الثوره ورعاية المستضعفين

قد يعجبك ايضا