محمد عكـاشة يكتب.. *حديث المجاعة وشيطنة الإنتقالي*

 

 

صحـيفة ((عـدن الخــبر))  كــتابات
◼️ محمد عكاشة
5 ديسمبر، 2021 11:55 م

 

 

هذه قصة حقيقية أحكيها لكم والله على ما أقول شهيد…

لدي صديق وقريب تربطني به أواصر القربى جنوبي ظل مقيما في صنعاء مدة ثلاثين عاما كان يأتي إلينا في النادر لرؤية أسرته تزوج من صنعاء وعشقها كما يعشق المرء مسقط رأسه..
هجرها أخيرا وترك زوجته وأولاده لإن زوجته من أسرة ميسورة الحال..
عندما يرى أن كل الأبواب أغلقت أمامه قطعت المرتبات على كل موظفي الشمال..
رأى نفسه ثقيلا على مكان أحبه وله فيها ثمرات فؤاده..

أكثر من عام منذ لحظة إستقراره هنا سألته كيف حال المعيشة في صنعاء..

قال لي..
بل في كل الشمال إذا لم يكن لديك دخل آخر فاربط على بطنك بصمت ولن تستطيع أن تتكلم..
قال..
قبل يومين تواصلت مع أحد أصدقائي هناك قال لي..
سلام الله عليكم تستطيعون أن تتكلمون وتثورون وتعبرون عن غضبكم..
خرجت امرأة في منتصف الليل مع أولادها للبحث عن طعام في حاوية القمامة أكثر الناس قد رآها وأقسم لي بالله أنني رأيتها بنفسي..
لايستطيع أحدا من الناس أن يصورها وأولادها وينشر صورهما في المواقع الإلكترونية أو الصحف خوفا من بطش الحوثي يعلمون عنا كل صغيرة وكبيرة أبسط منشور ينشر أو صورة يبحثون عن مصدرها وبعدها العذاب الأليم..
أكثر سكان صنعاء من الموظفين من أصحاب القرى كانت لديهم منازل بالإيجار تركوا منازلهم وعادوا إلى قراهم أما سكان صنعاء والمدن الأخرى رحماك ربي..
وآخر الحديث قال..
إمسح حديثي ولاتنشره..

أنتهى حديثهما..

من منكم لايعرف بطبيعة الشماليين أخبره فأيام الرخاء لم يكن احدا يهتم بأسرته إلا الموظف المدني المستأجر المنزل وكيف الحال بعد أن قطعت المرتبات..

أما العسكري فأغلب ممن عايشوهم يعرفون كيف يعيشون..
وجدت ضابطا بحراسة القيادة يخزن بمرتبه كله..
أشتريت من السوق قات بمئة ريال في تلك الأيام وهو أشترى قات بألف ريال ويوميا على هذا الحال..
ذلك في التسعينيات..
ألتفت إلي وقال ..
يافندم خزن وانبسط ..
قلت له… ألديك أسرة وأولاد؟
قال نعم ..
قلت له ..وأنا كذلك فهم. في ذمتنا..
قال..
يافندم إشتري لهم كل شهر كيس طجيج (دقيق) وكيلوا حلبه..
قلت له.. ياظلماه ألا يحتاجون إلى اللحوم والسمك والفواكه..
قال …
مه مه مه حتى الفواكه..
لما يموتوا يدخلوا الجنة ياكلوا فواكه..

لأجل تدركون أن مجتمعنا الجنوبي غير الشمالي ..
لماذا يقاتل المغرر بهم في صفوف الحوثي ويغريهم بإنهم إذا استشهدوا سيدخلون الجنة ويأكلون تفاح ..
ذلك من حرمانهم الشديد لملذات الحياة ورفاهيتها التي كنا نتنعم بها وفقدناها..

هم لن يضرهم إذا فقدوا أقل مايتناولون لإن الرفاهية لاتوجد عندهم إلا مارحم ربي من الأسر الغنية..

يكفي كيس دقيق وكيلوا حلبة في كل شهر لذلك فالعسكري منهم يتواجد على مدار العام في المعسكر لأن المعسكر فيه اللحوم وما صرفته وزارة الدفاع..

هذه الحقيقة حتى لايكونوا أهلنا في الجنوب غافلين عما يحدث في الشمال فوالله إنهم أشد منكم مجاعة والذي يمنعهم بطش الحوثيين وتعودهم على حياة التقشف في الحدود الدنيا حتى في وقت الخيرات…

أنيس منصور ومختار الرحبي وفتحي بن لزرق والبجيري وغيرهم من حملة المباخر وملمعي أحذية شرعية الإخوان الإرهابية يحرضون الناس على الخروج في ثورة مجاعة ..
طيب ضد من ثورة مجاعة ..
هل هي ضد الشرعية الذين هم على رأس الصف في حملة البويا والورنيش وفرشاة التلميع المستمر للشرعية..
ضد من يحرضونهم إذا كانوا كل هؤلاء يصفون الشرعية بالدولة والإنتقالي بالمليشيات..

الشيطنة والشيطنة والشيطنة للأنتقالي وقواته وأمنه ولكل جنوبي حر يدافع عن كرامة وطنه..

سأكلم الأطفال الصغار من هواة إسم أعلامي أمام أسمه ..
لماذا كل هؤلاء يحرضون الجماهير على الخروج في ثورة جياع في عدن وهم من إعلاميي الشرعية التي هي سبب كل المصائب في مناطق الجنوب.؟

ولماذا في عدن بالذات دونا عن بقية المحافظات ..
أما الشمال فهم بدون مرتبات منذ سبع سنوات..
لماذا لايحرض هؤلاء سكان الشمال على الخروج في ثورة مجاعة ضد الحوثي؟
لماذا الشيطنة للجنوب والأنتقالي فقط؟

سينبري من يكذبني فقد أقسمت يمينا والله شاهدا على ما أقول ..حال سكان الشمال في موت سريري إلى جانب الأنتهاكات في الدماء والأعراض..

وعتبي على العقول التي لاتفهم

 

 

قد يعجبك ايضا