مقال لـ عبدالكريم سالم السعدي : (( خطوات خارج قفص التجهيل )) خطوة (33)

عدن الخبر
مقالات

صحيفة ((عدن الخبر)) كتب عبدالكريم سالم السعدي :
(1)
معاناة أهلنا تتفاقم ووصلت حدود لاتُحتمل ،
فحكومة المحاصصة التي فرضتها الإمارات وخضعت لها الشرعية وباركتها المملكة السعودية أدت رسالتها فيما يحاكي مشاريع الإقليم ومصالحه ولكنها فشلت في محاكاة مشروع الوطن وفشلت في انتشال أوضاع أهلنا في مناطق الشرعية وتجاهلت قضايا الخلاف فأصبح إسقاط هذه الحكومة وإنهاء وجودها مطلبا اخلاقيا وانسانيا ووطنيا ..

(2)
عندما تقوم عملية تفصيل مؤسسات الدولة بما فيها الحكومات على أساس الأهواء وخارج المسؤولية الوطنية وبما يضع مصالح الإقليم قبل مصالح الوطن فإنه من الطبيعي أن تكون النتائج مطابقة لما نحن فيه اليوم من معاناة وضنك عيش وأمراض وفوضى وغياب أمن وملشنة للحياة وخروج للمؤسسات عن قبضة الدولة واستباحة سيادة الدولة لصالح مخططات الإقليم..

(3)
بات لزاما إعفاء حكومة المحاصصة وإنهاء عملها والعمل على تشكيل حكومة ترتقي إلى مستوى التحديات التي تواجهها البلاد في هذه المرحلة، فالحكومة التي تصمت أمام مايحدث في المهرة ، وسقطرى ، وميون ، ومنشاة بلحاف في شبوة ، وماتعانيه عدن وابين ولحج والتي تصل في عهدها العملة الوطنية الى هذا الحد من السقوط والتدهور هي حكومة استحقت الفشل وبجداره!!

(4)
على التحالف بطرفيه السعودي والاماراتي الكف عن ابتزاز الشرعية واضعافها لأن ذلك لن يفضي إلى استقرار المنطقة بل سيفتح الباب على مصراعية لتوالد المليشيات المسلحة التي لن تكون اليمن ساحتها الحصرية ، وعلى الشرعية إدراك أنها تمثل وطن وشعب ولاتمثل فقط الاحزاب المترهلة التي تنخر جسدها المُنهك ..

(5)
حكومة المحاصصة برئاسة معين عبدالملك فشلت في اداء واجبها الوطني وأصبحت تشكل عبئا اضافيا على كاهل الوطن والمواطن الذي بات يفتقد إلى ابسط مقومات العيش الكريم ، واستمرار هذه الحكومة يُعد كارثة بكل المقاييس إذا ماكان معيار الوطن والشعب هو معيار تقييم عملها منذ أن صدّرها لنا مايسمى باتفاق الرياض وإلى الان..

(6)
من خلال رحلة فشل هذه الحكومة نستطيع ان نتبين حالة الإزدواج في سلوكها ، فحكومة عبدالملك إلى الآن لم تعمل وفقا لخطط عمل الحكومات المُتعارف عليها واختارت التحرك ك (لجنة صلح اجتماعية) تجتهد لإرضاء ادوات الصراع المحلية ورعاتها الاقليميين على حساب قضايا الوطن وحياة البسطاء ، وما قرار رئيس هذه الحكومة بشأن الميناء والمنطقة الحرة الذي تقريبا جاء لإرضاء جناح من اجنحة صراع الفوضى في عدن إلا دليلا على عجزها وعنوانا بارزا لفشلها !

(7)
منذ ان سقطت الشرعية أمام عبث الإمارات وتخلت عن الرموز الوطنية المخلصة وقبلت بالاعتراف بأدوات الإمارات المحلية قبل تطبيق الشق الأمني والعسكري والنكبات تتوالى على الوطن وتُلقي بعذاباتها التي لا تنتهي على حياة المواطن البسيط وتنتهك حقوقه الإنسانية ، بل أن سقوط الشرعية في هذه المواجهة قد منح مليشيات إيران دفعة قوية في مضمار مواجهتها مع الوطن وقواه الرافضة لنهج وهدف هذه المليشيات.

(8)
بات لزاما على الشرعية لمواجهة المتغيرات على الساحة المحلية والاقليمية والدولية أن تعيد حساباتها وان تستوعب الطيف السياسي والوطني الذي تجاهلته واقصته طوال الفترة الماضية خضوعا لضغوط الإمارات ومهادنة للمملكة السعودية لأن بقاء واستمرارية هذه الشرعية مرهونا بحشد كل الطاقات لمواجهة محاولات الإستمرار في ملشنة البلاد طولا وعرضا الأمر الذي يضعف تواجدها وقد يلغيها نهائيا .

(9)
في العام 2019م وأمام تخلي وصمت الشرعية تكالبت قوى الإقليم الساعي مشروعها إلى ملشنة اليمن على الرموز الوطنية التي كانت تشكل عقبة أمام تنفيذ هذا المشروع المشبوه في مرحلته الثانية واخرجت آخر قلاع الرفض له في عدن ممثلة بنائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية حينها المهندس احمد الميسري ورفاقه الذين يمثلون ثقلا سياسيا واجتماعيا ووطنيا في إطار جغرافية الجنوب خاصة واليمن بشكل عام .

(10)
مضت اكثر من ثلاث سنوات على تخلي الشرعية عن رموزها الوطنية في عدن الذين خاضوا معركة مشروع مؤسسات الدولة في مواجهة مشروع تفريخ المليشيات ونشر الفوضى ، وإلى الان مازالت الشرعية عاجزة عن تصحيح هذا الخطأ الذي يكاد يشكل أهم وابرز أسباب ضعفها والذي يكاد يفتك بهدف استعادة الدولة ومؤسساتها وهو الهدف الذي يشكل النواة الوحيدة لالتفاف الناس حول هذه الشرعية .

(11)
على الشرعية أن تُدرك أنها بمواقفها وشخوصها اليوم باتت غير مُقنعة وان عليها إتخاذ خطوات ملموسة لتحسين وضعها وتنقية مؤسساتها من الفاسدين وذوي الولاءات المتعددة والجاعلين مصالح احزابهم ومناطقهم وقبائلهم قبل مصلحة الوطن ، فالشرعية ليست مليشيا حتى تنطوي على نفسها في إطار منطقة أو قبيلة او مذهب أو قوى سياسية مُنتقاه بل هي كيان يمثل شعب ويجب أن تتسع لكل القوى الوطنية والسياسية وأن لا ترهن مشاركة تلك القوى برضا الاطراف الإقليمية التي تحمل مشاريع المساس بالوطن وسيادته .

عبدالكريم سالم السعدي
4 ديسمبر 2021م

قد يعجبك ايضا