د. عـيدروس الســقاف يكتب.. *ليس هناك أعظم مصيبة على شعب من أن يصبح غريم نفسه*

 

 

صحـيفة ((عـدن الخــبر)) مقـــالات

 

 

ليس هناك شعباً اصيلاً يق على حضارات عريقة ضاربة جذورها بأعماق التأريخ و يرتضي العمالة والتبعية من أجل افراد رزلاء يثرون وينفشون ريشهم على شعوبهم
باسم القيادة وقوة الخارج ….

أسف والف أسف على من يدعون الوطنية ويبررون العمالة والتبعية والخيانة الوطنية العظمى ..

30 نوفمبر 1967م بالتأكيد كان يوماً عظيماً ولكن عظمتهُ ليس كونه يوم الإستقلال كما هو عنوانة وصفته ، بل عظمته كونه اليوم الذي تحققت فيه وحدة الجنوب الجغرافية والبشرية ويوم أخذ الجنوب مكانته الإستراتيجية العالمية كوحدة واحدة تجتمع فيه مصالح كل العالم وفي مقدمتها الدول العظمى ..

أما موضوع الحرية والإستقلال فنقولها بكل شفافية وجرأة وشجاعة أننا لم نناله بمعناه الحقيقي حتى اليوم .. ولازلنا نناضل لنيله ..

لهذا لم يستفد شعب الجنوب على الإطلاق حتى اللحظة من ذلك المكسب العظيم الذي تحقق في 30 نوفمبر 1967م ، لإنصراف غالبية قادته وصرف تفكيرهم وطاقات كل منهم في التسابق على الولاءات الخارجية التي ينتصر بها كل منهم على رفاقه .. ويحقق نزعته الضيقة في القيادة ولو لم يكن أهل لها .. فوجدت القوى الخارجية ضالتها في ذلك فوظفته أسوأ وأحقر توظيف طالما ووجدت من لديه القابلية لأداء ذلك الور والقدرة على تجييش قطاعات من الشعب خلفه..

ونتيجة لذلك قضينا 23 سنه تحت ظل استعمار وتبعية للسوفيت بعد أن حسم الصراع لصالح اتباعهم ،ومع ذلك كان جلها صراعات دامية وتصفيات بينية ، وبعد إنهياره ، تعرى النظام وانكشف الغطاء ،فذهب الرفاق للوحدة ، فقضينا 25 سنة تبعية للشمال لم تخلوا أيضاً من صىراع الرفاق على التفرد حتى بالتبعية ، ومنذ سنوات الحرب السبع تحولنا لتبعية التحالف بشقيه ..

وهناك من هو دايس بنزين وماسك موسم خط دولي طويل يريد الوصول لتبعية جديدة طويلة المدى مع إ س ر ا ئ ي ل…

وابو قرشين عيشة مساكين يصفقوا ويدافعوا وملكيين أكثر من الملك بنفس إسلوب الخطائين القدماء وسيسحلوا ويقتلوا من يعارض بتهمة الخيانة والعمالة .. بينما في الحقيقة ليس هناك أخين ولا أكثر عمالة منهم ومن يطبلون لهم ويثرون على حسابهم .. والكارثة الأعظم حين يتم إيقاض مختلف العصبيات النتنة العنصرية والمناطقية والقروية والقبلية والحزبية الزائفة وتوظيفها بشكل بشع لخدمة تلك المشاريع الفارغة ..

وحين يجني هؤلاء ماصنعته أيديهم سترونهم يذرفون الدموع كالثكالى البواكيا … ولكنهم سيظلون كعادتهم يبحثون عن غريم جديد من القوى الوطنية الحرة والمستقلة ، لأن الأمر تحول لعقدة نفسية تجعلهم لايقبلون بأي شخصية أو كيان يحمل مشروع وطني حر ومستقل أن ينجح ويحقق للشعب ماكان يفترض أن يتحقق من عقود مما لم يحققه الأوئلُ ..

لهذا لاغرابة أن نجدهم يتخبطون في سوق العمالة بحثاً عمن له فيهم طلب .. وسنجد الطبالين والزمارين وكبار المنافقين من أصحاب الشهادات العليا في ذلك يهتفون خلفهم .. ويصبغون على العمالة والتبعية والخيانة المدانة الف لون ولون وطني شريف ومحمود ..ولكن إلى حين يستغنى عنهم ويجرعونهم نفس الكأس بأيدي من جرعونهم أياه سابقاً وهلمجرا… !!!

*لهذا ليس هناك أعظم مصيبة على شعب من أن يصبح غريم نفسه كما هو حال شعبنا ماضياً وحاضراً، بسبب تبعيته العمياء لمثل تلك القيادات القاصرة والضيقة الأفق والمقزمة للوطن الكبير والشعب العظيم حتى أحالته بمقاس قرية ..*
*أما آن لهذا الشعب أن يظهر عظمته أمام أولئك الأقزام ومشاريعهم الصغيرة لينتصب شامخاً أمام العالم ليأتوا إليه متسابقين لضمان مصالحهم ومصالحه..؟!*

*لدينا أمل عظيم بأن ذلك قادم بإذن الله وكما قلناها النسخة الأفغانية في الطريق .. وتفائلوا خيراً*

كلمة السر:

*التوجه الدولي اليوم يبحث عن القوى الحرة والمستقلة ولن يتعاطى مع العملاء والأتباع مهما ترائى من قوتهم الزائفة .. ثقوا بذلك*
*د. عمر السقاف*

قد يعجبك ايضا