مقال لـ الشيخ أحمد عبدالله المريسي : (في الأجازة الصيفية)

عدن الخبر
مقالات

صحيفة عدن الخبر – كتب – الشيخ أحمد عبدالله المريسي :

في صباح يوم من أيام الإجازة الصيفية ومع ساعات الفجر الأولى وأنا غارق في نوم عميق وأحلم أحلام وردية كنت حينها تقريبا في المرحلة السادسة ابتدائي وأعلم أن أمي وأبي يصحون مع صوت أذان الفجر لتأدية فريضة صلاة الفجر وذهاب والدي إلى العمل وإذا بيد أمي الحنونة تصحينا برفق وبصوت حنون احمد قوم يأحمد صلاة وبعدين أرجع ارقد قمت وأنا اشتي أواصل تكملة الحلم والذي أول ماصحيت امتسح من ذاكرتي المهم توضئت وصليت واسرعت للفراش على أمل أن يعاوني ذلك الحلم ولكن دون جدوى.

وبعد الصلاة من عادات أمي تقوم تلصي وتشعل الموفى وتعجن وتخبز لنا خمير لحجي من أجل القراع أنا وإخواني الصغار وكنا ثلاثة أولاد وبنت أصغر منا جميع وأنا أكبر وأحد فيهم والتي كانت تعتمد علي في النفاعة وطلبات البيت.

طبعا صباح الشيخ عثمان صباح متميز تذب فيه الحركة والحياة من بدري وعلى صوت الفنان فيصل علوي من إذاعة عدن وهو يغني من روائع الشاعر نصيب الا يانجمة الفجري متى بايسجع القمري يصحي الورد من بدري ينسيني هموم الليل وأيام الضنا والويل يقول للفجر عن أمري.

وبعد ان تناولنا وجبة الإفطار،القراع حان وقت النفاعة وطلبات البيت وإذا بصوت محدد السكاكين يطرق اسماعنا وإذا بأمي تجمع السكاكين المعلسه الذي في المطبخ وتقولي صيح لمحدد السكاكين علشان يسن السكاكين قدمهم معلسات المهم يقف محدد السكاكين بأدواته ويقوم بسن السكاكين وفي نفس الوقت يمر موقر المطاحن الحجرية وتخرج أمي المطحنه ليتم توقيرها وتجديدها وكذا النداف الذي يندف الفرشان ويعيد صياغتهم من جديد ومحبل القعائد الحبال المهم تحول موقع بيتنا إلى ورشة ومجمع للمهن اليدوية وكل بيت من بيوت الجيران منتظرين دورهم.

طبعا وفي هذا الخضم أنا المستري،الكمنديره المشرف على العمل حتى ينتهي وبعدها يأتي دور النفاعة والذهاب إلى السوق رغم أن كل مانحتاجة يأتي إلى جنب باب بيتنا ولكن أمي لاتحب الصيد المثلج الذي يأتي به الصياد اعتقاد منها أنه غير طري،طازج.

وأنا في طريقي إلى السوق متمتع بمناظر الشوارع النظيفة وأشاهد عمال البلدية وصحة البيئة وعمال النظافة ينظفون الشوارع بكل همة ويفرغون قوالب القمامة إلى داخل الفرامات والمقاهي والمطاعم نظيفة ومرتبة والعمال والطباخين لابسين الزي المقرر عليهم مع الكوافي ملتزمين بالقوانين والنظم عكس ما نشاهده اليوم.

كل شيئا مرتب ومنظم فرزة السيارات الأجرة لوحدها وفرزة السيارات البريوت والخاص لوحدها ومافيش مفارش في الطرقات ولا بياعين بالطرقات كل شيئا في موقعه ومحله المقرر له.

وانته ماشي تسمع من على جوانب الطريق أجمل وأروع الأصوات الغنائية لفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ والسيدة أم كلثوم والمسيقار محمد عبدالوهاب وكأنك في شارع فؤاد والدقي وخان الخليلي وباب اللو وعابدين وشارع محمد علي فعلا وصدق من قال أن مصر العربية والعروبة وقاهرة المعز هي وعدن صنوان الصوت في مصر والصدى في عدن.

#المريسي.

قد يعجبك ايضا