نـدى عــادل تكتب.. *عيدروس وحيدا في (جولد مور)!!*

 

 

 

صحـيفة ((عـدن الخــبر)) كــتابات
بقلـم/ #ندى_عادل

 

يجلس عيدروس الزبيدي وحيدا في منطقة (جولد مور) في مديرية التواهي بعدن محبطا من تصرفات اتباعه الغاضبون منه لعدم تلبية طلباتهم ..تصرفات جلبت عليه وعلى الانتقالي سخطا شعبيا عارما تبدت ملامحه في أغلب وسائل التواصل الاجتماعي ..
احد اتباع عيدروس يقتحم بالسلاح محطة توليد الكهرباء في دار سعد للمطالبة بإيرادات “الزكاة” والآخر في كريتر يقتحم محلا تجاريا لنهب إيرادات المحل واخر يتهم عيدروس بتسميم (ابوهمام اليافعي) ورابع يقتحم منزلا لاخراج ساكنيه في عقبة المعلا ..
فيما صالح السيد المعين من عيدروس يرتكب الفظائع في دارسعد والمنصورة من احراق المنازل على فوق رؤوس ساكنيها و اختطاف الرهائن و تعذيب المعتقلين لديه حتى الموت ..

كل هذا يحدث في عدن وعيدروس الزبيدي ومجلسه يعيش عزلة دولية أكدتها تصريحات القادمة بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن التي قالت أنها لن تزور عدن الا بعد تنفيذ اتفاق الرياض، وهي رسالة واضحة للمجلس الانتقالي بأن واشنطن لن تقر بأمر واقع يسعى الانتقالي لتمريره في عدن، إضافة إلى عدم عترافها بالمجلس خارج إطار الحكومة الشرعية وفقا لاتفاق الرياض..والأهم أن وعود مموليه الاماراتيين بدعم تحركاته في عدن أمام المجتمع الدولي قد باءت جميعها بالفشل.

كما ووجهت دعوات الانتقالي للحوار الجنوبي برفض قاطع من جميع الأطياف الموازنة ذات الثقل في الجنوب وهو ما أكد سقوط أكذوبة التفويض الشعبي و احتكار تمثيل الجنوب الذي ظل يردد اسطوانتها المشروخة مرارا وتكرارا دون فائدة..

حتى نغمة مكافحة الارهاب هي الأخرى أسقطت من يدي الانتقالي واستأنفت واشنطن برنامج تأهيل ودعم الجيش الوطني في ملف مكافحة الارهاب..ضربات متوالية تزيد من ترنح المجلس الانتقالي الذي وجد نفسه وحيدا يصارع طواحين الهواء..

حتى نقمة المجلس الانتقالي وأتباعه ضد المملكة العربية السعودية قابلتها الأخيرة بعدم التجاهل كما في مرات سابقة، بل واجهته بالتصعيد المعاكس ونشر حلقات من برنامج الذاكرة السياسية مع المهندس حيدر العطاس والذي نشر خلاله الغسيل للتاريخ الدموي والصراع السياسي في جنوب اليمن في أشبه بمحاكمة علنية لحكم الرفاق منذ الاستقلال في عام 1967 وحتى تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990م..

محبطا يجهد عيدروس الزبيدي لإقناع نفسه وأتباعه بأن بالإمكان افضل مما كان لكن المتغيرات الدولية الأخيرة وخصوصا في أفغانستان والتي أجبرت مموليه في أبوظبي للإسراع بالتقارب مع أنقرة والدوحة وترميم علاقتها مع خصومها اللدودين، وهو ما يعني ضيق الهامش ومساحة المناورة أمام الانتقالي والتي كان يراهن على اللعب بها ومن خلالها، وتناقص الخيارات والتناقضات في أجندة الدول الفاعلة في الملف اليمني ..

حسنا إذن انتهى كل شيء ولم يعد هناك الكثير في جربة الانتقالي غير الإسراع في أعمال النهب واللصوصية قبل نفاذ الوقت وإعادة ضبط البوصلة من قبل الممولين واللاعبين الكبار اللذين يبدوا أن صبرهم قد نفذ تجاه العبث الحاصل في عدن والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت والتغيرات..

قد يعجبك ايضا