مقال لـ الشيخ أحمد عبدالله المريسي : *[ دكان الشاحري ]*
عــدن الخبــر
مقالات
صحيفــة?عــدن الخبــر?..
كتب – الشيخ أحمد عبدالله المريسي :
من منا خاصة من أبناء عدن والجنوب كبيرهم وصغيرهم وتحديداً ماقبل الوحدة المشؤومة والتي قلبت كيان عدن خاصة والجنوب عامة رأسا على عقب وكان عمل مدروس ومتعمد من قبل نظام صنعاء ونخبة السياسية ولم نتفقهه في حينه بطيبتنا وحسن نوايانا لأننا دخلنا الوحدة بعواطفنا محبين راغبين صادقين واعتقدنا إننا توحدنا مع إخوة أشقاء وهنا أتحدث عن النظام السياسي وعن النخب في اليمن الشمالي ولا أتحدث عن الإنسان والمواطن البسيط الذي يدفع ثمن ظلم الانظمة السياسية وأصحاب النفوذ والسلطة وهم يضمرون لنا الشر المبين دخلوها وفي نيتهم ابتلاعنا وهضمنا وجعلنا تابع ومتبوع وضم والحاق وتغير الدمغرافيا ومعالمنا وعاداتنا وثراتنا وثقافتنا وطمس هويتنا ولكن لايحيق المكر السيء إلا بأهله فقد انكشفوا وظهرت نواياهم وأعمالهم الخبيثة عندما بدأت التصفيات والاغتيلات والإقصاء والتهميش لكل القيادات والكوادر والجنوبية وشراء بعض ضعاف النفوس من الجنوبيين وكانت حرب صيف94م هي النتيجة والقشة التي قسمت ظهر البعير هذه مقدمة بسيطة تحكي سطورها لمن يتعمق في قراءتها ولا يمر عليها مرور العابر سبيل في عجلة او قراءتها بسطحية.
إنها مقدمة بسيطة لدخولنا في حكاية دكان الشحاري الذي كان يتواجد في كل ركن حافة من حوافينا او شارع من شوارعنا في مدينة عدن وضواحيها وكانت تلك الدكاكين عبارة عن علم وميزة تتميز بها مجتمعات عدن اي بمعنى لو مثلا ضاع طفل صغير او تائه على أهله في اي مكان في مدينة عدن وضواحيها كان من يجد ذلك الطفل وهو يبكي تائه وخايف بكل بساطة يسأله عن أسمه وعن أهله وسكنه وإذا لم يستطيع ان يتعرف على أهله كان السؤال الحاسم هو ايش إسم الشحاري صاحب الدكان الذي في حافتكم وعلى طول وأول ما يجيب الطفل ويقول دكان الشحاري فلان هنا نكون قد وصلنا لمعرفة الحافة والسكن من خلال إسم دكان الشاحري وعلى طول نتحرك إلى الحافة الفلانية دون الذهاب إلى مركز الشرطة ومعنا الطفل التائه او الضايع إلى تلك الحافة او الشارع الذي فيه دكان الشحاري وأول ما نوصل للحافة نسأل الشحاري عن أهل الطفل على طول يقو لك هذا فلان وأبوه فلان وحتى الطفل تعود له ابتسامته وفرحته لأنه عرف الشاحري وتعرف على حافته وتعم الفرحة جميع الأهل هذه بعض الخصائص والمميزات التي تتفرد بها مدينة عدن وضواحيها وكان دكان الشحاري علم وسمعة وصيت من حيث الأمانة والصدق وحسن الجيرة والمعاملة وحتى الغريب الذي يزور عدن للوهلة الأولى ويرغب بزيارة أهله اومعاريفه وهو يسأل فين دكان الشحاري فلان وعلى طول أول ما يوصل ويسأل يلاقي الجواب الشافي والكافي والوافي عن مراد الغريب ويصل إلى مبتغاه.
وما نحن بصدده اليوم كثرت الدكاكين والذي تحولت أسمائها إلى بقالات ولم تعد مثلما كان دكان الشحاري بكل ماتحمله الكلمة من معنا ودلالات فالعمل السياسي والأمني المقصود والممنهج لضرب الهوية والتراث وتغير كل ملامح الحياة في مدينة عدن طغى على كل شيئا واليوم كثرت الدكاكين والبقالات السياسية وكثر البيع والشراء وافسدت السياسة كل جميل.
لم نكن في تلك الفترة من الزمان نمتلك أدوات التواصل والمواقع الإلكترونية والسوشال ميديا وغيرها التي موجودة اليوم كان تواصلنا محبة وأخلاق وإنسانية ووطنية وانتماء نابعة من ضمائرنا المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف المغروس في وجدان كل أبناء مدينة عدن اتمنا أن أكون قد أوصلت رسالتي ببساطة والتي تحمل في فحواها المقاصد لدكان الشحاري.
#المريسي.