مقال لـ حاتـم عثمان الشَّعبي : *تتغير الوجوه… والمعاناة مستمرة…*

عــدن الخبــر
مقالات

صحيفــة?عــدن الخبــر?..
كتب – حاتـم عثمان الشَّعبي :

عُرف العالم الثالث بأنه العالم الغير متطور ولا متقدم بكافة مناحي الحياة ولكل دولة منه نسبة تخلف والتي لن تنقص عن ‎%‎50 أي أن أفضل دولة بالعالم الثالث ستجد نسبة تطورها وتقدمها لن تزيد عن ‎‎%‎50 الأمر الذي جعلها تعتمد بكل شيء على الغرب باستهلاكها اليومي ولا تستطيع أن تتخلى عنه

وهذه الدول تجد بها الثروات منها الثروة البشرية والتي تراها متنقلة في عدة دول بحثاً عن لقمة عيش أفضل مما هي عليه ببلدها حتى لو عمل في إحدى دول العالم الثالث نفسها ومن الثروات أيضاً الثروة الحيوانيه والزراعية والبترولية والمعدنية وثروة المياة وغيرها من الثروات وللأسف لا يتم الإستفادة منها نهائياً لعمل طفرة إقتصادية تنعش الإقتصاد لتنتقل بشعوبها لمرحلة أفضل مما هم عليه

ورغم كل ما ذكرناه من ثروات قد تجدها بدول العالم الثالث إلا أنك تجد بعض من هذه الدول لديها أكثر من ثروة تجعلها في مصاف الدول الإقتصادية بالعالم ومن خلالها سيرتفع مستوى دخل الفرد وتبنى المدارس والجامعات والمستشفيات على أعلى مستوى وتشيد المدن السكنية وتجهز البنى التحتية وغيرها من متطلبات الحياة وكل ذلك سيحدث بأقل التكاليف لأنها إستغلت ثرواتها وحددت هدفها لترتقي بشعبها وتكون هي في مصاف الدول المتقدمة التي يشار لها بالبنان

إلاّ أننا نرى الكثير من دول العالم الثالث ولديها عدة ثروات ولكنها تبحث عن قوت يومها لأنها لم تستطع الخروج من عقلية التفكير السطحي والضيق الذي لا يقدم شيء لكنه كثيراً ما يؤخرهم وهذه العقليات نجدها بأغلب دول العالم الثالث الأمر الذي جعل الشعوب تكتوي ليل نهار ومن النِّيرَان التي تكتوي بها الشعوب نار عدم توفر المياة النظيفة الصالحة للشرب نار التطبيب وعدم توفر المراكز الصحية والمستشفيات نار المدارس وعدم توفر المباني والمدرسين والكتب المدرسية ونار الكهرباء عدم توفر الكهرباء طوال اليوم ونار الإتصالات وخدمات الإنترنت عدم توفر شبكة إتصالات وإنترنت تتناسب مع إحتياجات المواطن ونار الأسعار الذي يكوي المواطن ليل نهار بمساعدة الدولار الذي أصبح الشماعة التي ترمى عليه أي إرتفاع بالأسعار دون أن يستطيع أي شخص إيقافه عند حده وتحديده رحمتاً بالمواطنين

وبما أن حكومات هذه الدول تحاول أن تقدم للمواطن أي جديد يفرحه بعيشته التي يتألم كل يوم بسببها فإنك تتفاجأ بسماع خبر مفاده صدور قرار جديد بتعيين لمسئول دولة بدلاً عن المسئول السابق وهذا هو أفضل ما تقدمه حكومات العالم الثالث لمواطنيها من أخبار تسرهم ومع مرور الأيام والأشهر تظهر الحقيقة بعد أن تفائل المواطنون بالمسئول الجديد بأن معاناتهم لاتزال مستمرة ووضعهم المعيشي بقي كما هو لم يخطو خطوة للأمام ولم يتحسن بل لازالت تعود خطواتهم للخلف فأين المشكلة إذن هل هي في المسئول نفسه أم بالموظفين الذين يعملون تحته أم بمن قام بالإختيار أم بالحكومة نفسها ولمن بيدهم إتخاذ القرارات المساعدة لنجاح عمل هذا المسئول الذي تم تعيينه بدلاً عن المسئول السابق أم أن المشكلة في الشعب نفسه الذي لايرى الحقيقة ولا يلتمس النجاحات ولا يعرف سوى السلبيات الأمر الذي يتطلب تغييره لنتأكد من أن الخطط والبرامج والقرارات والتعيينات التي تتخذها حكومات دول العالم الثالث صحيحة وعند مستوى المسئولية فإن صحت فمعنى هذا أن المشكلة كانت بالشعوب وإن لم تصح فإن المشكلة بالحكومات والتي يتطلب إتخاذ قرار من الشعب ليرفع عن نفسه الغُمه ويقشع عن جسدة الغبار ويحدد لنفسه طريق لرفع معاناته التي تلذذت بها حكوماتهم لعدة سنين وبين كل فينة وأخرى تغير مسئول هنا ومسئول هناك لتلجم أفواه المواطنين عن نطق كلمة “آآآه” والتي نقولها عند شعورنا بالحرقة والألم من داخل القلب.

قد يعجبك ايضا